( بياض )
صاحب الحرف الأبيض ينطلق من شفافية إنسانيته وبوح كلماته وصدق مفرداته ليكون حديثه بياضا في بياض وهذا حدث معي وأنا أقرأ الديوان الشعري الجديد للشاعر نواف بن منصور الشلهوب ( بياض ) والذي شدني بالهمس العاطفي والتوجه الإنساني والطرح المتنوع في القصائد والمعاني فهناك بر الوالدين والثناء عليهما وهناك الوطن بحضوره ممثلاً في مدنه وعلى رأسها مكة المكرمة حيث قال :-
(لله در الشوق لرحاب مكة ،،،،
يبطى هوى غير ( المهيمن ) يعديه
علم مكابر يوم بابه يصكه ،،،،
ما بعثها بالكون واللي سكن فيه
هذا الوطن اللي رعى دوم بكه ،،،،
راجي ثواب اللي على الخير يجزيه)
كما كتب في الإنسانيات والأخلاق وحث الناس على نبذ النميمة حيث قال:-
(يأهل العقل وأهل الفكر والنجابة ،،،،
قولوا لمن فكره عن الحق صايم
قولوا له إن المرجله ماتشابه ،،،،
مع فعول الحاقدين الخمايم
اللي إذا قفى رفيقه حكابه ،،،،
ثم أتبع الغيبة بزور ونمايم )
أما باقي الديوان فقد غلب عليه الشعر العاطفي المرهف الحس الذي يعبر عن تجربة الشاعر الإنسانية وتجربته العاطفية حيث كتب بعض القصائد في محبوبته غناها عدد من المطربين وآخرهم عباس إبراهيم بألحان الملحن الكبير عبدالرب أدريس ... وفي واحدة من قصائده الجميلة يقول نواف ..
(جيتني بكلمة هلا ,,,,,,
تجدد العهد القديم
أبطيت مات الغلا ,,,,,,
خلاص بي قلب يتيم
في وسط أعماقي ونين ,,,,,,
وبوسطها جرحك سكن
يا أجمل الماضي الحزين ,,,,,,
يا موت عيا يندفن
الصبح ما يقوى يبين ,,,,,,
لاصار ليلك لي وطن
لو تصدق الكذبات مرة ,,,,,,
ويكتسي العالم سلام
لو شالت الجره مجره ,,,,,,
يمكن أحبك من جديد)
والديوان حظي بمقدمة جميلة من رائد الشعر الغنائي الأمير بدر بن عبدالمحسن الذي قال ( نواف الشلهوب .. شاب يعشق الشعر ولايرضى طريقاً آخر غير العشق للوصل مع محبوبه ... وعندما زارني لأول مره لفت نظري توهج ملامحه وهو يلقي علي بعض القصائد ... كأنه يريد أن يزيدني بجمال المعشوق – أي الشعر – أكثر من العاشق الذي هو نواف وعندما ودعني ترك لي ديوانه الأول بياض وذهب لمحبوبه )
شهادة جميلة من الأمير بدر وليس للأمير ولي إلا تشجيع الشباب والثناء على عطاءاتهم وتقديمهم للناس ليطلعوا على بوحهم ونبض كلماتهم .. نواف قادم فانتظروه .