الرثاء
من أجمل القيم الإنسانية التي ترتبط بالوفاء والحب والنقاء قيمة الرثاء والذي تفرد له عدد من الصحف مساحات طيبة في أن يتذكر الإنسان من يحب ويرثيه ويتذكر أيامه الجميلة فتأتي مقالات عن الأم أو الأب أو الإخوة والأخوات أو أحد الأقارب أو صديق مميز أو زميل عمل له بصمته وتعامله الطيب فتأتي كلمات الرثاء لتعبر عن الوفاء والحب لهذه الشخصية المميزة سواء كان الرثاء شعراً أو كلمات صادقة تذكر محاسن الميت وتحفز الناس على الاقتداء به والدعاء له... وهناك من الرثاء من يبقى في الذاكرة ومن ذلك كتاب (عبدالعزيز بن ثنيان بن فهد الثنيان ـ رحمه الله ـ في ذاكرة محبيه)، والذي أعده شقيقه الوحيد فهد بن ثنيان الثنيان.. فجمع مقالات عديدة كتبت في حق هذا الشاب الذي اختاره الله عز وجل في عز شبابه فكان أن بادر محبو هذا الشاب يصفون أخلاقه ونبله وكرمه وتعامله المميز وأسلوبه في الحياة القائم على الوفاء والرقي ومساعدة المحتاجين، فكتب شخصيات لها مصداقيتها مثل د. منصور التركي والأساتذة خالد المالك وعبدالرحمن الرويشد وعبدالملك آل شيخ وعبدالله المقيرن وعبداللطيف الشويعر وموسى السليم وناصر المطوع وعبدالله الحقيل وسلطان بن محمد بن سلطان وسعود بن طالب وعلي الشدي وحمد القاضي وحسن الهويمل وغيرهم الكثير من قريبات وأقارب وأصدقاء وزملاء الفقيد وعدد ممن عملوا معه أو تعاملوا معه... والحقيقة أنني غالبت دمعي عدة مرات وأنا أقرأ الكتاب وأتعرف على مواقف إنسانية مؤثرة لهذا الشاب وهو يتفقد المحتاجين والفقراء ويقوم بزيارة الأحياء الفقيرة ويعطي بسخاء دون أن يعلم أحد حتى شقيقه الذي فوجئ بهذا الكم الهائل من المعلومات والتجارب التي خرجت من الناس وكتبوا في الصحافة وفاء وحباً لهذا الإنسان النبيل، والكتاب كتلة من المشاعر والأحاسيس وأنصح الجميع بالإطلاع عليه وبالذات للشباب والناشئة ليروا كيفية نكران الذات والعطاء والتواضع والحلم والصبر على الناس في التعامل معهم بل ومبادلتهم الإساءة بالإحسان وهذا قليل من يفعله... وأتمنى أن يعاد إعداد الكتاب ليضاف إليه أي مقالات أو إضافات أخرى وإخراجه بشكل يجعله أكثر تداولاً عند الناشئة وفي مكتبات المدارس بعد اختصار بعض المقالات ليكون الكتاب أكثر موضوعية بما فيه من عبر ومواقف وقصص لابد أن يطلع عليها كل شاب بعد إتاحته في المكتبات العامة...فشكراً للمميز فهد الثنيان رئيس لجنة شباب الأعمال الذي يحمل قلباً مرهفاً يجعله لا يتمالك نفسه عند الحديث عن شقيقه الوحيد.