( التطرف إلى زوال )
عاصرت شخصيات متطرفة خلال عمري من خلال الإعلام كان أولهم جهيمان العتيبي الذي هاجم الحرم واعتنق مبدأ نصرة المهدي المنتظر وأقنع الكثير معه في تخويف الناس وإرهابهم في البلد الحرام وفي المسجد الحرام في مطلع العام (1400) للهجرة وكانت النتيجة حاسمة إذ أعدم ومن معه في قرارات تاريخية سليمة نجحت في وأد فكرة التطرف واستئصالها في حينه ... لكن دعاة التطرف ( المستترين ) استطاعوا إعادة هذا الفكر بعدة طرق حتى عاد في نفوس الناشئة عبر الخوارج الجدد الذين فجروا في العليا وقتلوا آلافا من المسلمين المدنيين الأبرياء وتضليل آلاف الشباب لاقتناع الفكر الخارجي التكفيري فقتلوا في كل مدينة في العالم بحجة نصرة الإسلام والظفر بالحور العين وعصيان العلماء المعتبرين والإسلام المعتدل الصحيح الذي يعرفه علماء الأمة وليس المتعجلين من أطباء أو مهندسين أو متخصصين في الإدارة لهم فهم للإسلام مغلوط فكان مقتل زعيمهم الأخير نهاية حقبة من حقب التطرف وعدم التعقل لمحاربة العالم وتكوين شخصية أمير المؤمنين الجديد ... وبين ذلك هناك صدام حسين الذي أفنى شعبه بديكتاتوريته وبطشه وتسبب في الدمار وعدم الأمن الذي يعيشه العراق وأعدم بصورة بشعة ... وحالياً طاغية ليبيا الذي يواصل جنونه في إزهاق الأنفس البريئة ولا شك بإذن الله أن نهايته ستكون مثل سابقيه... لهذا أقول إن فكر التطرف لم يسد يوماً وأن التغلب على هذا التكفير هو بمحاربة التشدد والغلو الذي يقود إلى التكفير ثم التفجير ولابد من عودة للوسطية والتسامح والبساطة التي كنا نعيشها أثناء تعليمنا الابتدائي والمتوسط يتذكرها من كان في جيلي والجيل الذي سبقني حيث كانت مختلف أنواع الترفيه في المدارس وكانت الأنفس بسيطة وسمحة وتقبل الآخر وتفرح للفرح .. وكان المسرح والنشاط المدرسي في منتهى الاعتدال والوسطية دون الفكر المتشدد المتسلط الذي جعل من أبنائنا في جاهزية للتطرف والغلو والتأثر بالإنترنت وللفكر الخارجي البغيض ... فما أجمل الوسطية المتمثلة في الحفلات المعتدلة التي كنا نحضرها في مسرح التعليم بالقرب من برج الرياض وفي الجنادرية وفي حفلات السمر خلال الموسم الصيفي لأنها تشجع على الوسطية والترفيه ولا تتعارض مع الإسلام لأن واجبات الإسلام وأحكامه معروفة ونحن أحق الناس بمعرفتها وأكثر من يطبقها من بين دول العالم أجمع ... ولدينا الحرمان الشريفان اللذان شهدا أعظم توسعة ورعاية إضافة إلى نشر الدعوة الإسلامية في جميع أنحاء العالم من مساجد ومصاحف ودعاة وتعليم قائم على الإسلام ... فبقيت بلادنا الغالية شامخة مصدرا للعقيدة الإسلامية أما المتطرفون فستثور ثائرة أشياعهم لأشهر وسيظهرون الغضب والحماس ثم ينسونهم كما حصل للسابقين.