إعلام هادف
نجح أحمد الشقيري بأسلوبه الممتع، وجهده المميز، ومثابرته في الإعداد والطرح والإنجاز إلى أن يواصل في تقديم إعلام هادف يحرك الطامحين ويوقظ النائمين ويشيد بالناجحين ويثير المياه الراكدة حول تحسين الأداء وتطويره لما فيه احترام الإنسان، وتقديم الخدمات المناسبة له ورأيناه وهو يسافر ويتنقل بين قارات العالم ويضرب الأمثلة ويقدم البراهين في مشاكل القضاء والإسكان والتربية ورعاية ذوي القدرات الخاصة، واستطاع في الحلقات التي قدمها أن يشد الأسرة إلى طرحه بشكل مقنع يبهج ويدخل السرور وأحياناً يجعلنا نذرف الدموع بإنسانية مرهفة وطرح شفاف.
هذا وقد تابعت كذلك حلقات الحسن والحسين ومعاوية الذي جسد الصحابة وبعض المبشرين بالجنة مثل الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيدالله، وعمار بن ياسر، وكذلك غيرهم من الصحابة مثل معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري، والحسن والحسين، ولاشك أن المسلم يتألم لحالات الاقتتال التي نقلها المسلسل وعرضها بشكل أجاد فيه الممثلون أدوارهم، وموضوع مقتل عثمان وعلي ـ رضي الله عنهما ـ وموقعة صفين، وموقعة الجمل، وقد عادت بي أحداث المسلسل إلى قراءاتي التاريخية عن هذه المرحلة المهمة من تاريخنا المسلم وحرصي على تنوع القراءة لمعرفة مختلف وجهات النظر والدراسات التاريخية المختلفة، ومن ذلك إطلاعي على كتاب مهم للمؤرخ السعودي (الدكتور عبدالعزيز الهلابي أستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود) الذي خلص في كتابه إلى أن شخصية عبدالله بن سبأ شخصية مختلقة وليست موجودة واستند على أن راوي قصة ابن سبأ هو شخص لم تعرف مصداقيته ويمكن لمن أراد التزود أكثر مراجعة كتاب الدكتور الهلابي المهم، ومع ذلك المسلسل ارتكز على مؤامرات ابن سبأ بشكل أظهر بعض الصحابة الذين عرف عنهم الدراية والفهم والعبقرية على أنهم بسطاء يصدقون كلام شخص يذهب هنا ويذهب هناك لينقل ويفتري وهم ينفذون ما يقول دون تثبت وبالتالي حدوث الفتنة بين المسلمين.