الوطن والحرم
إبداع أيما إبداع يدعو للفخر والاعتزاز، ما يتم حالياً في مكة المكرمة من عمران هندسي بديع مزود بتقنية عالية ومرتبط بمشهد حديث في غاية الروعة والاتقان، حيث الإمتاع البصري والشكل الفني المميز المزود بأشكال الإنارة الخلابة، مع المزيج من الليزر والحركة الضوئية المتناغمة مع وقت الغروب والممتدة إلى أوقات مختلفة من الليل حتى جماليات الفجر والإشراق، مما يحرك المشاعر الصادقة والمفعمة إيماناً ولهفة وتصديقاً.
ومن يعينه الله أن يعيش أجواء بالقرب من بيت الله الحرام ويرى الكعبة المشرفة وملايين المصلين والطائفين، ويرى البنايات المطلة على الحرم المكي الشريف، بدايةً من وقف الملك عبدالعزيز (رحمه الله) وجماليات الإعمار المذهلة في برج الساعة الذي يمتد بارتفاع (600 متر)، ثم المنظر البانورامي المذهل للمناطق المحيطة بالحرم، ثم التوسعة الضخمة لمشروع الملك عبدالله الممتد بمساحة (400 ألف متر مربع)، بحيث ترى الرافعات تمتد في عنان السماء بأعداد مذهلة وإنارات لتتمكن من العمل ليلاً ونهاراً لإنجاز المشروع في الوقت المناسب، إضافةَ إلى أن من يدخل الحرم ويؤدي الصلوات في أروقته ويرى البنيان المتقن في التوسعات التي تمت خلال العهد السعودي الزاهر، والخدمات الممتدة على جوانب الحرم، التي تمكن المعتمرين من أداء نسكهم في أمن وأمان وخير واستقرار وروحانية وطمأنينة وفي مكة المكرمة بأكملها.. فإنه يخرج بنتيجة من كل هذه المعطيات الكبيرة بالدلالة على حسن النية لهذه الدولة المباركة، وأثر ذلك في نشر الإسلام وإيصال دعوته عبر الإعلام المرئي الذي ينقل الصلوات والمناسك إلى جميع أنحاء المعمورة، مزوداً بترجمة بعدة لغات تتيح لأصحاب القلوب الصادقة بالتأثر بهذه المناظر الإيمانية، وشكر الله عز وجل أن قيض الله من ينصر دينه ويخدمه ويوصل رسالته بهذا الجهد الموفق بإذن الله. وخرج هذا الإبداع الجميل الذي يعد الأكبر في التاريخ، بل إنه أكبر من كل التوسعات السابقة مجتمعة مرة ونصف، وهذا ولله الحمد يعيدنا للآية الكريمة التي أختم بها مقالي، والتي تمثل الواقع الحقيقي لخدمة دين الإسلام ورعايته ونشره عبر العهد السعودي الزاهر وفي هذا الوطن العظيم المملكة العربية السعودية، حيث قال تعالى (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) سورة الحج الآية 41. وهاهو اليوم الوطني المجيد الحادي والثمانون يمثل انطلاقة هذه الدولة الفتية لتاريخ مجيد ومستقبل مشرق بإذن الله.