الإخراج التلفزيوني
في ثنايا إشادتي في مقال سابق بالخطوة الرائدة التي أقدمت عليها الدولة رعاها الله بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) بأن تكون حقوق النقل التلفزيوني للدوري السعودي خاصة وحصرية للقنوات التلفزيونية السعودية وقطع الطريق على العديد من القنوات التي تقحم نفسها بالشأن الوطني ووراء الأكمة ما وراءها من مكاسب مالية وخلافه، وقلت حينها إن هذه خطوة وطنية ستمكن الشباب والجمهور الرياضي من متابعة مباريات أنديتهم ومنافساتها المثيرة بقنوات وطنية وبمحللين يعرفون الشأن الوطني وليس لهم أغراض أو أهداف مبطنة، وطالبت حينها ألا ننخدع بالأجانب وتسليمهم العمل، وقلت إن الكفاءات الوطنية قادرة على المتابعة وتقديم العمل المطلوب وبالذات في مجال الإخراج التلفزيوني، ذلك لأن العقد المالي مغري وقدره ثلاثمائة مليون ريال وهو مبلغ يمكن إدارته ومتابعته باستقطاب الكفاءات السعودية ومنحها الثقة، وستكون النتيجة مشرفة بإذن الله . وماحصل للأسف هو أن الشركة المختصة بتنفيذ هذا العقد تعاقدت مع مخرجين أجانب ليس لهم خبرة بالواقع المحلي وبمبالغ كبيرة كما يقال وبترسيخ لعقدة الأجنبي، وكانت النتيجة مخيبة للآمال، وحاولت الشركة عبر حملة علاقات عامة تبرير هذا الضعف الواضح في الإخراج، وأن هذا هو الإخراج الحديث الذي لايركز على الأشخاص وإنما على النقل الإعلامي وكأننا لانتابع المباريات الأوروبية ولانعرف كيف يكون الإخراج الذي ينقل الحدث والمشاركين فيه وردود الأفعال، وكنت أتابع مباراة ليفربول وشلسي الأخيرة ولاحظت المخرج واهتمامه بالمدرب داغليش ورئيسي الناديين والجماهير مع الحرص على إعادة اللقطات المهمة، وهذا أمر لايفرق كثيرا عن جهود مخرجين سعوديين مثل محمد العتيبي أو سعد الوثلان أو عبدالعزيز الرويشد أو عبدالرحمن العنيق وغيرهم، ومع صبر الجماهير على هؤلاء المخرجين الأجانب وأخطائهم الفادحة وحدوث أخطاء من الشركة في إخراج مباراة المنتخب مع تايلاند بدأ الوضع يتحسن مع المتابعة الحازمة من وزير الثقافة والإعلام ونائبه ومن المستشار المشرف على التلفزيون، وكان ذلك واضحا في الإخراج المناسب في مباراتنا مع عمان. أقول ذلك لأن جزءاً كبيراً من الإخراج يعتمد على فهم البيئة الثقافية ولايكفي لبس الجنز أو السحنة الغربية كدلالة على حسن الإخراج .وللأسف يواجه المخرج السعودي والفني السعودي من تصوير وإضاءة وصوت ومونتاج وغيرها بهجوم من العمالة الوافدة التي تقبل بأقل العروض وتعمل بأكثر الساعات، وهذا واضح في شركات الإنتاج المختلفة رغم أقدمية السعوديين وخبرتهم وحماسهم وتميز أعمالهم، وهذا الأمر يحتاج لمتابعة من الجهات المعنية وبالذات وزارة العمل.