الفضاء لنا أو علينا
أتابع منذ سنوات الفضائيات والنمو المذهل لعدد القنوات الفضائية التي تبث عبر الأقمار الصناعية، وعادت بي الذاكرة إلى فكرة عرب سات كمشروع عربي مشترك تدفع المملكة العربية السعودية غالبية ميزانيته ولكنها لا تملك التحكم فيه بحكم أنه تعاون عربي مشترك.
ومما لاشك فيه أن المواطن يشعر بالفخر بحجم الإسهام السعودي الكريم في كثير من المشروعات العربية المشتركة ولكنه يتمنى أن تكون الفائدة أكبر للسعودية خصوصاً أن هذه الأعمال المشتركة تخضع للسياسة وألاعيبها، وحالياً وأنا أرى هذا الغزو الإعلامي السيء يأتينا عبر أقمار صناعية أخرى في منطقة الشرق الأوسط، وغيره من الأقمار الصناعية وبالذات في بعض القنوات التي أصبحت تروج لأفكار مثل التعلق بالأولياء وزيارة الأضرحة والقبور وطلب التوسل والشفاعة من أشخاص لا يملكون ذلك، مع تلون في تعيين مذيعين من دول عربية مختلفة والبث من عواصم غير عربية، مع الحرص على أن يكون الديكور وطريقة العرض الخاصة بالبرامج والأخبار شبيهاً بالقنوات العربية المعتبرة، ولهذا أرى أن موضوع الأقمار الصناعية موضوع فكر وحس وطني حيث إنه كان من الأفضل أن نؤسس أولاً قمرنا بأموالنا وبإدارتنا المستقلة بمسمى سعودي سات وأن يكون لنا عدة أقمار تجول بالفضاء لمنع هذا الفكر وغيره من الانتشار، وأرى أن السنوات الطويلة لعرب سات مكنت من وجود خبرة جيدة لنا في هذا المجال ولدينا الاستثمار المربح في ذلك لأن التغيرات السياسية في بعض الدول ومنها مصر تحتم وجود أقمار سعودية في منطقة الشرق الأوسط وتكون مفتوحة تجارياً للقنوات المختلفة وفق رسالة وقيم ومبادئ الإسلام الحنيف بعيداً عن الدجل والخرافات والشعوذة والضحك على المشاهدين والتأثير عليهم.
فمن المحزن أن نرى انتشار هذه القنوات وكان لنا أن نتحكم بمنطقة الشرق الأوسط فيما لو كان مشروع عرب سات مشروع سعودي بالكامل وتبعه مشاريع أقمار أخرى لبث رسالة الدعوة الوسطية المعتدلة من بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية. وعموماً مازال المجال مفتوحاً لرجال الأعمال العرب والمسلمين المخلصين لإقامة مشاريع أقمار عربية ومسلمة، وإن كنت أرى أن تكون مثل هذه المشاريع حكومية مئة بالمائة وتدار بطريقة المؤسسات الحكومية عبر صندوق الاستثمارات العامة.