القرار الاستراتيجي

دأب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل على دعم ورعاية الاتحادات الرياضية لتبني استراتيجيات للنهوض بالرياضة وجعلها تواكب ما هو معمول به دولياً ودفعها للتميز، ويمثل التخطيط الاستراتيجي وصنعه أساس العمل الناجح في المؤسسات الرياضية، وفي واقع الأمر أن نجاح أي عمل في أي اتحاد رياضي يقاس بنوعية الخطط والقرارات التي يتخذها هذا الاتحاد من خلال مجلس إدارته ولجانه المختلفة وطريقة تفعيلها، ومهم جداً أن تبحث الاتحادات الرياضية في تشكيلاتها الجديدة عن آليات جديدة تمكنها من التميز والنهوض برياضتها كما حدث مع الاتحاد السعودي لكرة القدم والاتحاد السعودي للسباحة عندما وضعا خططاً استراتيجية واضحة من واقع تحليل دقيق للواقع الفعلي للاتحاد وتحليل الفرص والتهديدات ووجه القوة والضعف وتحديد الرسالة والرؤية والأهداف، وحقيقة الأمر أن الاتحادات الرياضية تعمل على تبني التخطيط الاستراتيجي إلا أن عملية التنفيذ هامة جداً للنجاح كما هو الحال في الاتحاد السعودي لكرة السلة تخطيط جيد وتنفيذ يحتاج رقابة كما تسمى (رقابة استراتيجية)، وحيث أنني سبق وأن تشرفت بعضوية مجلس إدارة الاتحاد السعودي للتنس فقد لمست حقيقة معوقات وقفت حائلاً أمام الإصلاح والتطوير والتخطيط ومنها عدم الثبات على تنفيذ الاستراتيجية ونقص الموارد المالية وضعف الكوادر الفنية وبالذات المدربين لعدم استطاعة الاتحاد التعاقد مع مدرب على مستوى فني عالٍ وكذلك ضعف أساليب المتابعة وبالذات الفنية بالإضافة إلى عدم وجود الشخص المناسب في المكان المناسب فبعض الأعضاء يبحث عن رئاسة لجنة مهمة ومؤثرة حتى لو لم يكن له من الأمر شيء في اللعبة، وبدوره برز وطغى التخطيط التقليدي حيث تنوعت البرامج والمسابقات التي هي عبارة عن المدخلات ولكن المخرجات كانت ضعيفة، وهذا ما ألاحظه في برامج جميع الاتحادات الرياضية مسابقات ومنافسات هنا وهناك ولكن المخرجات لا توازي المدخلات بل لا تقارن، وحيث أن الاتحادات الرياضية في سنتها الأولى فإنه حري بها أن تدرك أن التخطيط أيضاً وحده لا يكفي فالمهم التطبيق الجيد للخطط مع أهمية وجود القائد (رئيس الاتحاد) صاحب القرار الجيد مع تفعيل ووضع الأساليب والمتابعة المناسبة مع تمكين الجميع من أعضاء المجلس في المشاركة لوضع الخطة الاستراتيجية للاتحاد، وتطبيق الجودة وإسقاط التقنية على العمل بالاتحاد للحصول على المعلومات والمتغيرات المتسارعة في العالم على النواحي الإدارية والفنية، والله الموفق.