2009-02-19 | 18:00 مقالات

الوزير ذو السمات الرياضية

مشاركة الخبر      

سعدت الأسرة التربوية بالتشكيل الجديد للمسؤولين عن التربية والتعليم بتعيين الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزيراً للتربية والتعليم من منطلق أن التربية والتعليم محرك أساس لباقي شؤون الحياة لعدة اعتبارات لعل من أهمها ارتباط التربية والتعليم بكل منزل وشخص في هذا المجتمع, ويحظى التعليم باهتمام رسمي من الدولة, حيث يقود المعلم التغيير وينفذ السياسات ويسهم في إعداد جيل قوي مؤمن بدينه ووطنه وقادر بإذن الله على مواجهة تحديات العصر، ومن المعروف أن تقدم الأمم وتحضرها يقاس بمقدار التقدم في التربية والتعليم.
وحدد أحمد شوقي أمير الشعراء أهمية المعلم وعظم مسؤولياته حيث قال: قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
فالمعلم هو العامل الحاسم في تحقيق فعالية عملية التدريس، وبالرغم من كل المستحدثات في التربية والتعليم ، وما تقدمه التكنولوجيا المعاصرة، من مبتكرات تستهدف تيسير العملية التعليمية، إلا أن المعلم لا يزال ـ وسيظل ـ العامل الرئيس وحجر الزاوية في هذا المجال إذ أنه هو الذي يبني الخبرات ويديرها وينفذها في اتجاه الأهداف المحددة، وهو أيضاً أحد أطراف عملية الاتصال المباشر التي تفتقدها الوسائل الآلية المستخدمة في العملية التعليمية. وإذا كانت مهنة التعليم ــــ في ظل الثورة التقنية والمعلوماتية ــــ بهذا القدر من الأهمية والخطورة في حياة الأفراد الذين هم ميدان المعلم, فنتمنى أن يحظى بعناية واهتمام وزير التربية والتعليم في تلبية احتياجات المعلم وحل ما يواجهه من مشكلات في تنفيذه لمهنته وأولها وأهمها حسم موضوع المستويات المستحقة للمعلمين، التي وجه خادم الحرمين ـ وفقه الله ـ بحلها . فمهام المعلم لم تعد قاصرة على الدور التقليدي المعروف للجميع، بل أصبح واجباً عليه الابتكار والتجديد لتشجيع الطلاب على التفاعل لكسب المعرفة.
والوزير ذو اهتمامات بالرياضة والرياضيين أيضا بالدرجة الأولى، فالكل يتذكر الإنجازات المتميزة للاتحاد السعودي للفروسية إبان رئاسته للاتحاد وكذلك متابعته للأنشطة الرياضية ورياضة التنس, وتعاني التربية البدنية المدرسية معضلة تشتت جهودها في الميدان التربوي, حيث لا يخفى على القارئ الكريم أن مفهوم التربية البدنية الحديث لم يعد مقتصرا على الاهتمام بالبدن فقط حيث أصبح منصباً على الاهتمام بالفرد بشكل عام عبر النشاط البدني ودروس التربية البدنية في دوره تكاملية مع باقي البرامج والأنشطة الداخلية والخارجية الأخرى. وهي كل لا يتجزأ من حيث كونها وحدة متكاملة.
إلا أن الأنشطة المركزية في الميدان طغت على غيرها وأغفلت الأنشطة الداخلية الأخرى لذلك لابد من العودة بالنشاط للمدرسة فهي الرحم الطبيعي والأم لكل الأنشطة.. وحرصاً على النهوض بالتربية البدنية المدرسية نتمنى لو تستحدث إدارة عامة للتربية البدنية في الوزارة تضم جميع شتات التربية البدنية الموزع في عدد من الوكالات والإدارات العامة تحت سقف واحد أسوة بما هو موجود في جميع الدول لتوحيد الأسس والمنطلقات التي تؤدي إلى وحدة المادة بالمساهمة في النهوض بمادة التربية البدنية ومناشطها المختلفة، والجميع يردد الحكمة التي لا تغيب عن الجميع عند وجود أي موقف بقولهم (كن ذا روح رياضية) والوزير ليس غريباً عن الرياضة والرياضيين بل من الداعمين المتابعين للرياضة ومطمئنين بأن الرياضة المدرسية ستكون غير في وجوده ـ وفقه الله ورعاه.
- دعواتكم: والدتي ـ شفاها الله ـ تمر بظروف صحية حرجة أقعدتها على السرير الأبيض, فلا تنسوها من دعائكم.