الدعيع على مقاعد المتفرجين
لا يختلف اثنان بأن رياضة كرة القدم خاصة تتبوأ الصدارة بين الأنشطة الرياضية في بلادنا كما هي الحال في دول العالم, ويحظى لاعبوها بالمكانة الاجتماعية المرموقة فيسارع كل من يلمح نجما من لاعبي كرة القدم للحفاوة به والسلام عليه وتقديم المعونة له، وتتسابق بعض المحلات التجارية لتقدم خصما خاصا لهم وهدايا مجانية خاصة ويحرصون على التقاط بعض الصور التذكارية على سبيل الدعاية التجارية البحتة, والمتابع لمسيرة النجم الذي يعتبر من أشهر حراس فرق آسيا وهو الكابتن محمد الدعيع في المحافل الرياضية يرى بأنها مرت وكأنه لم يلبث إلا عشية أو ضحاها وهكذا شأن الحياة كلها وباقي اللاعبين بطبيعة الحال فعمر اللاعب في الملاعب يعتبر قصيرا جدا وكأنه يوم أو بعض يوم مهما طال في نظر البعض، وعلى هذا الأساس فإن النجومية تزول تدريجيا بعد التوقف عن اللعب لأي سبب كالاعتزال أو الإصابة وقليل من اللاعبين يحتفظون بشيء من استمرارية حضورهم في الساحة الرياضية بعد الاعتزال خاصة إذا أصبح إداريا أو مدربا أو حكما أوحتى إعلاميا، والاعتزال أمر حتمي لا مهرب منه فهذه سنة الحياة على اعتبار أن الاعتزال خاتمة مراحل حياة اللاعب بصفته نجما وهو النهاية الآتية لا محالة مهما طالت مدة ممارسته للعبة، وعلى هذا فاللاعب المعتزل لابد أن يواجه الصعوبات ونتائج فقد الشهرة والدخل المادي المرتفع والتسهيلات المعيشية وغير ذلك وقد يصاب بالإحباط والمرض النفسي وفقد الشعور بالأمان, واللاعب قد يحدد اعتزاله عوامل هامة منها على سبيل المثال لا الحصر الإصابة الجسدية وربما اعتزال بمحض إرادته واختياره، والنجم محمد الدعيع وهب الحراسة الهلالية بل والوطنية نكهة خاصة ومازال حتى الآن في أوج مستواه المهاري والفني، ولا أظن أنه أراد الاعتزال بمحض إرادته وأنه حدد الوقت المناسب للاعتزال لكن المؤشرات تدل أن الرجل مكره لا بطل فهو يجبر على الاعتزال رغم أن نادي الهلال لا يوجد به في الوقت الحالي حارسا صغيرا في السن أفضل مستوى فنيا ومهاريا من الدعيع، سيما أن الدعيع يتميز بعلاقات طيبة بعيدة عن المشاحنات والمشاكل مع الهيئة الإدارية والفنية بالنادي ,وحقيقة القول والمعروف عادة أن اللاعبين يختارون موعد اعتزالهم بإراداتهم بتحديد وقت معين للاعتزال حتى وهم في قمة مستواهم البدني والمهاري، والاعتزال له مظاهر مخيبة للاعبين بشكل عام كما أشرنا لذلك لعل من أهمها القلق الذي يصاحب الاعتزال فتجعله ينشغل ويفكر فيما سيحدث له في حياته المستقبلية بعد الاعتزال من الناحية الاجتماعية والمادية والنفسية، لأن أغلب اللاعبين يخفقون في التعايش مع القلق المصاحب للاعتزال لافتقارهم الاستعداد لمثل هذه المواقف. وفي الواقع أن الكابتن محمد الدعيع بعد أن وصل إلى هذا العمر وهذا المستوى الفني الجيد بلا شك يواجه العديد من الضغوط وهي الحالة التي يعيشها اللاعب قبل الاعتزال وهو الخوف والتوتر, حيث أن اللاعب في هذا السن المتقدم يتعرض للعديد من الصراعات النفسية بسبب التفكير في الاعتزال فيحاول أن يجتهد في التدريبات لإرضاء الجهاز الفني والإداري والجمهور فيعرض نفسه للإجهاد والإخفاق, وقد تتغير هذه الحالة من شخص لآخر وكثير من اللاعبين يفتقرون للتفكير في المستقبل فيما بعد الاعتزال بوضع خطة تجعله يستعد للتحول الذي سيحدث في حياته فترى بعض اللاعبين يعرف قبل الاعتزال وجهته بالتحديد وأين سيعمل أما البعض الآخر فلا شيء لديه لمستقبله, ومن المناسب أن يختار الكابتن محمد الدعيع قرار اعتزاله بنفسه وألا يفكر في الانتقال إلى ناد آخر بعد هذه الإنجازات التاريخية مع نادي الهلال وأن يكون اختياره المهم تحديدا ماذا سيكون بعد الاعتزال من الآن وأن يرتب للعمل والحياة الجديدة بعيدا عن الركض غير المدروس ودعوة للجنة زين للمحترفين بأن تتبنى برامج ودورات وورش تدريبية للاعبين من سن 28 سنة فما فوق يتركز محتواها في المستقبل لما بعد الاعتزال والحياة العملية الجديدة لتكون عونا للاعبين بعد الله في طريق الاعتزال لمساعدتهم فيما قد يواجهون من مشاكل مالية ومعنوية وإحباطات نفسية.