مدرسة المستقبل رياضيا
قد يتبادر لذهن قارئ العنوان أن ذلك يعني إنشاء مدارس خاصة للرياضيين الموهوبين والمميزين في مكان واحد للدراسة تحت فكر رياضي تربوي يتيح لهم فرصة التميز وهذا ما نتمنى أن نراه قريبا في مؤسساتنا التعليمية خاصة وهو لا يكلف من الناحية المالية بقدر ما يحتاج إلى تنظيم يكفل إتاحة الفرصة للفنيين والمتابعين للموهوبين الرياضيين في المدارس من انتقائهم و تزكيتهم لإلحاقهم بتلك المدارس بعد اجتيازهم لمعايير محكمة , ولكن ما سأتحدث عنه هي تلك الورشة الجميلة التي تحمل فكرا استراتيجيا متطورا والتي نظمتها وكالة الوزارة للمباني بوزارة التربية والتعليم الأسبوع المنصرم بإحدى قاعات فندق رادسون ساس بمدينة الرياض بمشاركة العديد من التربويين من إدارات التربية والتعليم في مختلف مناطق ومحافظات المملكة من مشرفين ومديري مدارس ومعلمين ومستخدمي الفراغات في المباني المدرسية حيث أتيحت لي الفرصة مع زميلي المأمون الشنقيطي الذي كلف مؤخرا كرئيس لتطوير استراتيجية التربية البدنية في الوزارة وفي مشروع الملك عبدا لله لتطوير التعليم في المملكة وهو يحمل فكرا جيدا سيجعله ينطلق بأفكار خلابة لما يتمناه كل محب للتربية البدنية والرياضة خاصة وهو يجد الدعم من وزير التربية والتعليم ونوابه ومن النائب لتعليم البنين الدكتور خالد السبتي , الورشة أقيمت بتنظيم رائع وفي بادرة غير مسبوقة حيث أقيمت بعد أن استمع المشاركون لعروض من المهندسين المختصين في وكالة المباني عن نماذج المدارس الجديدة ( مدارس المستقبل ) التي سيتم إنشاؤها وفق المواصفات النموذجية ووفق التوصيات التي يتم الخروج بها من هذه الورشة وسرني في الواقع أولا مشاركة العنصر النسائي في الورشة عن طريق البث التلفزيوني المباشر والمداخلات من العنصر النسائي والرجالي والتي أثرت الورشة وأظهرت في الواقع معاناة مستخدمي المدارس في المباني القائمة حاليا والتي أظهرت قصورا كبيرا سواء فيما يتعلق بمساحات الفصول أو المختبرات أو الصالات أو المرافق وغيرها , وعندما تفاعل الجميع مع دعوة الوكالة والتي تعتبر الورشة الثانية التي تنظمها هذا العام تدفقت الأفكار وتم طرح العديد من الرؤى التي تبني بإنشاء مدارس متكاملة من حيث سعة الفصول والتي تم الاتفاق بعدم ربطها بالمساحات السابقة وهو مقاس 8م +6م وذلك لأهمية تطبيق الاستراتيجيات الحديثة في التدريس والاهتمام بغرف المدير والوكلاء والتربية الفنية والتربية البدنية والجهاز الإداري والقاعات المختلفة المتعلقة بقاعة التدريب والمشرف التربوي والمسرح والمصلى وتفاعل الجميع مع ما يتعلق بالتربية البدنية والرياضة حيث اتفق الجميع على أهمية وجود صالة رياضية متعددة الأغراض ذات مواصفات قانونية وبمدرجات مناسبة وغرف لتبديل الملابس وحمامات للاغتسال بعد النشاط وكذلك تشييد ملعب مزروع وبمقاسات مناسبة بالإضافة إلى مسبح وممشى لممارسة المشي لجميع منسوبي المدرسة الرياضة من اجل تعزيز الصحة واللياقة البدنية وهذا ينطبق على مدارس البنات والأولاد ماعدا بالتأكيد المسبح والملعب حيث سيكتفى بصالة متعددة الأغراض وممشى و مساحات خضراء داخل المدرسة وفي الوقت الذي تفتقد أغلب مدارسنا الملاعب والصالات ستساهم مدارس المستقبل بما تحويه من فكر جديد في تطور مذهل للتربية البدنية والرياضة وفي الواقع وعد المهندس فهد الحماد المشرف العام على وكالة المباني والذي لم يمض على تكليفه إلا ثلاثة أشهر إلا أنه يتدفق حيوية ونشاطا وفكرا بتبني جميع ما تم التوصل إليه وسيتم عرضها على بيوت خبرة عالمية لتصميمها وفق الأفكار والرؤى التي طرحت لتكون مناسبة ومدارس عصرية وفي الحقيقة ما يجعل الإنسان الحاضر مطمئن أن الجميع لمس الاحترافية والجدية في الطرح و العمل في هذه الورشة وكذلك تبني فكر القطاع الخاص والذي يجعل الفرد حريصا على نجاح مؤسسته وعمله وسمعته وبلا شك المدارس التي سيتم تبنيها والعمل بها ستكون نقلة نوعية وعلامة بارزة في التعليم الذي يحظى باهتمام ورعاية وزير التربية والتعليم ونوابه وبدعم ومتابعة رائدة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رجل التعليم الأول في مملكتنا الغالية ,شكرا لوكالة المباني على المبادرة بتبني فكرة منشآت مدارس المستقبل وبانتظار تغيير وتجديد يليق بتعليمنا والله الموفق