التصحيح قبل فوات الأوان
المتابع لحال ألعابنا الرياضية يدرك أنها تسير إلى منحدر خطير وبالذات ما يتعلق بمنتخباتنا الوطنية، والواقع أن الرياضة السعودية تضررت من التشكيلات الأخيرة للاتحادات الرياضية، حيث لم يحسن صنعاً من رشح النصف الآخر لعضوية مجالس الاتحادات الرياضية على اعتبار أن الانتخابات تأتي بمرشحين ليس لهم علاقة باللعبة، وهذا حال الانتخابات، فكان حرياً بمن اختار الأسماء المرشحة للمجالس من الرئاسة أن يحسنوا الاختيار خاصة في الألعاب الفردية، حيث أفرغوا الاتحادات من الكوادر المتميزة ذات الخبرة الفنية والإدارية متناسين أن الألعاب الفردية تحتاج إلى كوادر ذات خبرات متراكمة اكتسبتها على مر السنين، ولذلك اجتهد الأمير نواف بن محمد رئيس اتحاد ألعاب القوى وتابع الأعضاء المنضمين لعضوية اتحاده مشترطاً أن من ينضم أو يفكر في الترشح للعضوية بأن يكون على دراية باللعبة ولديه صفات قيادية، ولذلك نجح خلال المرحلة الماضية، أما باقي الاتحادات فترك لأغلب رؤسائها بعد تحديد الأسماء المرشحة استبعاد من لم يوافقهم الرأي حتى لو كان متميزاً، ولذلك ظلت تتخبط وافتقدت أصحاب الخبرة فكثفت نشاطها الداخلي متناسين التخطيط للمنتخبات الوطنية، ولخبرتنا في مجال لعبة التنس فقد كتبنا عن وضع الألعاب الفردية وأهمية حسن اختيار أبناء اللعبة للعمل على إدارتها ولكن يبدو أن البعض أراد تقديم خدماته الخاصة على مصلحة الرياضة، فتم ضم من ليس له علاقة بالرياضة وهذا خلل عانت منه الرياضة السعودية أن فلسفة الرياضة تتطلب الاهتمام بالنشاط الداخلي وإتاحة الفرصة لأبناء الوطن للممارسة في أجواء منظمة وإعداد منتخبات وطنية على أسس علمية مع الاستفادة من الخبرات الوطنية والأجنبية للتطوير، وعلى حد علمي أكثر ما نعانيه اليوم أخطاء لمن لم يقدموا النصح والمشورة ولمن يوفقوا في توجيه اهتمامهم نحو البحث عن الكفاءات المتميزة لترشيحها لأنني لا أشك مطلقاً في أن المسؤول الأول كان يحتاج من يضع النقاط على الحروف أمامه، فهل ما يحدث للرياضة خطأ من هو على رأس الهرم؟ بل الكل شريك فيما حدث بما فيها اللجنة الأولمبية العربية السعودية، حيث كان الأولى أن تكون هي المسؤولة عن التشكيلات وليست الرئاسة والشيء الذي ينتظره كل محب للرياضة ولهذا الوطن أن يتم إجراء الانتخابات للاتحادات في موعدها 1433وأن يتم الاستعانة ببعض الكفاءات الوطنية في البحث عن كوادر متميزة من أبناء اللعبة للعمل بالاتحادات لأن الحال لا يسر، وقرار مثل هذا سيصب في مصلحة الرياضة السعودية لأن الانتظار لما بعد الأولمبياد ليس في المصلحة خاصة وأن الآمال ضعيفة بأن يكون لنا حضور وحظوظ إلا من اتحادي الفروسية وألعاب القوى.