مصداقية الإعلام.. يا أسامة
لقد أحدث الاحتراف المغلوط في رياضة كرة القدم طفرة كبيرة في مستوى دخل اللاعبين نتيجة الموارد المالية التي يتحصلون عليها بما لا يتوافق مع ما يقدمونه من عطاء داخل الملعب، والمعروف أن أغلب لاعبينا لا يفكرون في مستقبلهم الرياضي بالقدر الذي يسمح لهم بالتواجد خارج خارجيّاً، ولذا تجد لاعبينا غير مطلوبين وإن طلبوا فتقدم لهم عروض بسيطة لا ترقى للطموح بينما تقدم لهم إغراءات مالية محلية لا يحلمون بها، ويظل لاعب الهلال والمنتخب الكابتن أسامة هوساوي من أفضل لاعبي المملكة خلقاً ولعباً إلا أن ما يثيره الإعلام الرياضي حول قضية انتقاله للعب في أحد الأندية الأوروبية أثار جدلاً واسعاً بينهم فلم يقتصر دوره بإيضاح الحقيقة الكاملة للاعب عن ماهي القيمة المضافة التي ستعود على اللاعب أو سيقدمها اللاعب للنادي الذي سينتقل إليه أسامة في الوقت الحالي على اعتبار أنه سينتقل لنادٍ أوروبي يحرص على انتقاء لاعبين ذوي مستوى عالٍ من المهارة دون النظر لجنسياتهم؛ ولعل هذه الإمكانات الفنية والقدرات المهارية لا تتوفر في أسامة، فهو لاعب جيد لكنه ليس موهوباً ومتمكناً مهاريّاً بالقدر الذي يشفع له بفرض اسمه على خارطة الفريق من الوهلة الأولى.. فمن يتابع أداءه يرى أن لديه كثيراً من الملاحظات الفنية، ومنها عدم تمكنه وإتقانه المهارة والحركة المثالية، والسيطرة على الكرة بشكل احترافي، ووجوده في الهلال وقوة خط دفاعه وخطوط الفريق بشكل عام أخفى كثيراً من عيوبه؛ وكذلك الحال في المنتخب بوجود المدافع الصلب أسامة المولد بجانبه.. ما أعنيه ليس تقليلاً من قدرات أسامة فهو لاعبي المفضل بقدر ما هو حرص على أن لا نفقده، لأنه في هذه السن وفي هذا المستوى لن يستفيد فنيّاً ولن يكون قيمة مضافة للفريق الذي سينتقل له، ولعله أن يفكر مليّاً في الأمر حتى لا يكون ضحية للإعلام، وصفقة خاسرة هناك أنا مع احتراف اللاعب خارجياً، لكنني لا أرى لاعباً سعوديّاً حاليّاً يستحق أن يقود هذا الحلم؛ وقد نستثني لاعب من منتخبنا للشباب وعليه أن يدرك بأن البعض لا يريده لاعباً هلالياً في الوقت الذي يعتبر تمثيل الهلال شرفاً وأمنية لأيّ لاعب، وما وجده أسامة من اهتمام من رئيس نادي الهلال ومحبيه وما قدم له من عرض مغرٍ وصل إلى حد علمي إلى (30) مليون ريال، كفيل بأن يفكر بشكل أفضل من تجربة ستكون خاسرة، وتعاطي اللاعب مع وسائل الإعلام أمر في غاية الأهمية وما يتعرض له من ضغوط إعلامية مهزوزة عليه أن يتحقق منها بالقدر الذي يمكنه من معرفة الحقيقة.