عميد السباعيات والسداسيات والخماسيات
ليست السداسية في مرمى ناجويا جرامبوس الياباني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا، المأثرة الوحيدة في سجل نادي الاتحاد جدة في البطولة الآسيوية ، فقد سبق له أن فاز بسباعية على شاندونج بطل الصين في ربع نهائي بطولة 2005، ثم هزم بخماسية في نصف نهائي البطولة ذاتها بوسان بطل كوريا الجنوبية قبل أن يسقط برباعية العين الإماراتي بطل النسخة الأولى من دوري أبطال آسيا. وقبل ذلك كانت المأثرة التي لامست حدود الإعجاز حين حقق الاتحاد الفوز على سوينجهام بطل كوريا الجنوبية في عقر داره بخماسية نظيفة صنفت في خانة الأحداث الفريدة في كرة القدم ودعمت نظرية ألا شيء مستحيل في كرة القدم وذلك أن هذا الفوز التاريخي جاء ردا على السقطة المفاجئة للعميد على أرضه أمام الفريق الكوري الجنوبي وبثلاثة أهداف مقابل هدف واحد...
وهكذا يكرر الاتحاد جدة المثل بعدم الاستسلام لليأس، فما أشبه الفوز بكأس آسيا في 2004 بالخماسية بتحويل التأخر (1ـ2) في الشوط الأول إلى فوز كاسح في الشوط الثاني (6ـ2). هذا الفوز الكبير الذي جعل تأهل الاتحاد لنهائي أبطال آسيا تحصيلا حاصلا إلى حد كبير ولو أن مباراة الإياب ستقام في اليابان من شأنه أن يعيد عرب آسيا إلى منصات التتويج بعد غياب متواصل في البطولات الثلاث الأخيرة وذلك بعد سيطرة عربية على النسخ الثلاث الأولى وكان للاتحاد ذاته شرف الفوز بها مرتين متتاليتين بعد العين صاحب أول لقب ليصبح الفريق السعودي أول من يحقق هذا الإنجاز. والاتحاد ربما سيكون فرس الرهان الوحيد لإعادة العرب إلى سكة الانتصارات الآسيوية، ذلك أن الباقي الآخر من عشرة فرق عربية "أم صلال القطري تعرض للخسارة خارج أرضه بهدفين نظيفين أمام بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي مما يجعل وضعه صعبا في مباراة الإياب في الدوحة.
ويبدو أن الاتحاد سيكون في النهائي أمام التحدي الكوري الجنوبي من جديد وهو قد أصبح متخصصا في إقصاء فرق كوريا الجنوبية ، فمن الهزيمة المشهودة التي انزلها بسوينجهام على أرضه بنهائي بطولة 2004 ، وقبلها الفوز على شونبوك القطب الآخر للكرة الكورية الجنوبية، انتهاء ببوسان في نصف نهائي بطولة 2005 وبالخمسة.
ولقد أثبت الاتحاد أنه شق طريقه إلى اللقبين الآسيويين أمام أعتى الفرق في أكبر قارات العالم ، فبالإضافة إلى الفرق الكورية الجنوبية الثلاثة، كان من ضحاياه أيضا بطلا إيران والصين. هذه السداسية سبقتها رباعية للاتحاد في مرمى باختكور الأوزبكي في إياب ربع النهائي، وقبلها سباعية في مرمى أم صلال القطري في ختام الدور الأول للمجموعة الثالثة.
وقد بلغت أهداف الاتحاد حتى الآن وخلال 9 مباريات 21 هدفا، وهو يسير على النهج ذاته الذي أوصله إلى لقب 2005حين سجل 20 هدفا بمعدل 3.3 أهداف في المباراة ومن دون أن يخسر أي مباراة تماما كما هي حاله في هذه البطولة مع معدل أقل في الأهداف. لقد سجل الاتحاد ستة أهداف في المباراة الأخيرة بدون هدافه الأساسي نايف هزازي المصاب ، وبدون أي لمسة لهدافه الآخر المغربي هشام أبوشروان غير الموفق، ولكن بصعود نجم محمد نور صاحب الثلاثية وصاحب التمريرة الحاسمة لهدف أحمد حديد.. الاتحاد الذي لم يعرف الخسارة في دوري زين للمحترفين ولا في البطولة الآسيوية يعود الآن واجهة للسعودية في آسيا.