إيجابية هذه الخسارة
قد تكون خسارة منتخب السعودية أمام نظيره الكوري الجنوبي في تصفيات مونديال 2010 حدثاً نادراً لم تعقبه السكاكين على رقبة البقرة الواقعة، لعلها كانت إيجابية ذيول تلك الخسارة التي تكاثرت عواملها، إيجابية تحييد المدرب ناصر الجوهر الذي أسهم الحكم السنغافوري الغريب في تحويل الهجمة عليه طوال تلك الفترة الماضية إلى تعاطف، وأضعف الإيمان إلى هدنة.
ليست نهاية التصفيات تلك الخسارة ولا فقدان الأمل في التأهل.. ولكنها بداية لوقفة جدية من الاتحاد الآسيوي حول تسليم مصائر المنتخبات إلى حكام أغبياء أو أعمياء، لا يُختارون بعناية وكأننا أمام مباريات ودية.
هذا الحكم الذي لا غبار على الغشاوة على ضميره وعينيه وكفاءته قتل أملاً في تشكيلة جلها من الشباب الواعدين، كنت أتمنى لو أنها لم تعرقل، لتكون بسمة جديدة للكرة السعودية.
صحيح أنني مثل غيري، كنت متيقناً بأن غياب ياسر القحطاني وحده، سيؤثر كثيراً في قوة المنتخب الأخضر، فكيف إذا غاب معه الشق الهجومي الآخر سعد الحارثي.
وصحيح إني مثل غيري كنت أنتظر قبل كل استحقاق للمنتخب أن يفك (الأسر الخفي) المجهول المصدر عن لاعب كبير قدير فذ مثل محمد نور أو عن الخبير حمد المنتشري أو حتى (الكهل) محمد الدعيع.. ولكني اقتنعت وأقنعت نفسي بأن هذه الصفحة قد طويت، وللأسف، وكنت في قرارة نفسي أعول على لاعبين جدد يشتعلون حماساً ويتسلحون بمهارات تعوض عن غياب ياسر وتعيدنا إلى رأسيات ماجد الذهبية.. وتنسينا قوة محمد نور وحضوره.
وجاء هذا الحكم ليقتل الأمل، ولكن إلى حين، فالكرة ما زالت في الملعب السعودي، والمنافسون تنتظرهم الصعاب، ولا بد للسعودي أن يعد العدة من جديد، سواء أعيد النظر في التشكيلة عن طريق ضم من هم خارج المنتخب ممن يستأهلون. أو وضعت خريطة طريق جديدة نحو التأهل الخامس على التوالي.
قد يكون لكل منا رأي في هذا اللاعب، وقد نتدخل في شؤون المدرب ناصر الجوهر ولو على الورق، وقد ينصب أحدنا نفسه فنياً (أفهم) من الجوهر أو أي مدرب آخر (وهذه حالة مستشرية حتى لدى الجمهور السعودي) ولكن يجب أن نحترم خيارات المسؤول الأول تقنياً وتكتيكياً عن المنتخب.
ولعل ناصر الجوهر يريد أن يبني فريقاً جديداً ليس فيه من الماضي سوى العدد القليل القليل، ولا سيما أن بين يديه كفاءات تبشر بمستقبل كبير وتمحي آثار كل سلبيات المنتخبات السابقة.
إن الحكم السنغافوري كان الحدث السيئ في مباراة السعودية وكوريا الجنوبية على ملعب الملك فهد الدولي، وأن مسؤولية الاتحاد الآسيوي تنحصر في عدم تقديره لأهمية المباراة من خلال تعيين حكم كهذا، وفي هذا الإطار أقول إن العنوان الذي جاء في "الرياضية": "كوريا تسقط السعودية بصافرة سنغافورية" يعبرعن نتيجة المباراة بدقة.