للتاريخ منتخب الستينيات
في زاوية الجمعة الماضية تحدثت باختصار شديد عن أبرزملامح السنوات الخمس (1966 ـ 1971م) التي تولى فيها الأمير خالد الفيصل مسؤولية إدارة رعاية الشباب وكانت تابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية واصفاً إياها بفترة التحولات حيث شهدت العديد من القرارات المتعلقة بالتنظيم الإداري والفني وتعديل اللوائح ودمج الأندية وإعداد المدرب الوطني والحكم وإرسالهم في دورات تدريبية وتأهيلية في لندن وتونس كما شهدت تلك الفترة بدء الانفتاح على على الكرة الخارجية بإرسال المنتخب في بعثات إلى الخارج أو استقدام فرق ومنتخبات عربية وعالمية ذات مستوى عال للاحتكاك وزيادة الخبرات إلى جانب فكرة دورة الخليج.
رحلة الباكستان
في عام 1966 كانت أولى الخطوات لإعداد المنتخب وتطويره عبرالإحتكاك الخارجي فتم تشكيل منتخب ضم أبرزالعناصرفي تلك الفترة منهم على سبيل المثال سلطان مناحي (كابتن) علي داود (حارس أساسي) عثمان باطوق(حارس احتياط) سعيد غراب ومبارك الناصر وعمرراجخان وعبدالله يحيا وكريم المسفرومحمدالفصمة وبفلح وحامد صومالي وسليمان مطر(الكبش) وكعدوروغنيمة الحربي وأحمد الدنيني ونادرالعيد ومحمد القثمي (الوصلة) وناصر بن سيف رحم الله المتوفى منهم وأمد في عمرالأحياء بالصحة والعافية.
سافرالمنتخب إلى باكستان برئاسة الأستاذ صالح القاضي والأستاذ عبدالرحمن العليق إداريا ولعب هناك 4 مباريات تعادل في اثنتين (2ـ2 و1ـ1) وفاز(3ـ1) وخسر(2ـ4) وتعتبر هذه النتائج جيدة مقارنة بحداثة التجربة ومستوى المنتخب الباكستاني آنذاك حيث كانت باكستان موحدة قبل أن تنفصل باكستان الشرقية مكونة دولة بنجلاديش.
حظي المنتخب باهتمام كبير سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي كونه جاء من أقدس بقاع الأرض ودور الملك فيصل في تلك الفترة في التضامن الإسلامي.
ومن الطرائف التي حصلت في تلك الرحلة:
ـ أنها المرة الأولى التي يلعب فيها لاعبونا على أرض مزروعة بالعشب الطبيعي وكذلك تحت الأضواء الكاشفة في وقت كان اللعب لدينا مكروه أومحرم في الليل خوفاً من (مسدد عيونه بالخرق) أو في الظهر خوفاً من (حمارالقايلة)
ويقول الأستاذ علي داود إنهم عندما نزلوا الملعب ليلا كانوا مبهورين بالأضواء الكاشفة لدرجة أنه كان يحسب عدد اللمبات في كل برج من أبراج الإنارة قبل إطلاق صافرة البداية وفوجئ بعد دقائق بعثمان بخيت يقول له (قول) حيث لم يشاهد كرة ملعوبة من منتصف الملعب نتيجة تأثرعينيه بالإضاءة مما اضطرهم لإيقاف المباراة ومعالجته بالكمادات حتى استرد بصره.
ـ فوجئ لاعبو المنتخب بحضورسيدات للمباريات وفي الصفوف الأمامية فكان منظرا مستغربا بالنسبة لهم.
ـ بعد فوز المنتخب اتصل علي داود من غرفته بالغراب قائلا:
أنا من السفارة السعودية وسأحضر ومعي مكافآت بمناسبة فوزكم فانتشر الخبر وفرح اللاعبون في انتظارها خاصة أن أكثرهم لم يكن لديه ما يكفيه كمصروف عدا لاعبي الأهلي ولاعبي الوحدة علي داود وكريم المسفر حيث حصلوا على مكافأة 400 ريال بعد فوزهم بكأس الملك 1966.
امتاز ذلك المنتخب بالروح الرياضية العالية المرحة بين أفراده وتقبلهم لبعضهم البعض والتعليقات والمقالب بين اللاعبين بقيادة سلطان مناحي لاذع النكتة وسريع البديهة وعلي داود.
كانت تجربة الباكستان ناجحة وشجعت على المزيد من المباريات الودية للمنتخب فاستضاف عددا من المنتخبات العربية وغيرها في مباريات ودية دولية موثقة في (فيفا) ومن أبرز تلك المنتخبات تونس وتركيا والأردن وكانت من المنتخبات المتطورة فنياً في ذلك الوقت وهذا ما سأتحدث عنه في الأسابيع المقبلة بإذن الله.
والله من وراء القصد،،،