وماذا بعد؟
نتهم ونشكك ونكمل المهزلة بمهزلة التحريض نقبل التعامل مع هذا النقيض يصل حد الإقصاء والعدائية.
ـ نحب ونهوى الأندية ونهيم فيها عشقاً ولم نعد نفرق بين من يمتهن الإعلام ويقود دفته ولا بين من يمتهن التشجيع والتزمير و(طق) الطبول في المدرجات.
ـ هل نحن وسط متعصب؟
ـ أسأل وسؤالي هنا حصراً على الرياضة ومجالها فنحن لا نحكم على الشخص أي شخص بمعيار علمه وفكره وقدرته بل نحكم عليه بمعيار من يشجع لأي فريق ينتمي على اعتبار أن هذا المعيار هو المحدد للنهج والتوجه.
ـ اتهم الأمير نواف بن فيصل نصراويته وتكررت التهمة ذاتها مع أحمد عيد وها هي تقرع أبواب الأمير عبدالله بن مساعد وربما تصبح هذه الحالة من المألوف الذي يرسخ واقع العمل وواقع التعامل مع نتائجه.
ـ قد لا يلام المشجع البسيط عن إفراط تعصبه وانفلات تعصبه لكننا في المقابل من هذا البسيط المحب لكرة القدم والهائم في عواطف الانتماء نلقي باللائمة على بعض وسائل إعلامنا التي انجرف صوب ملاحقة الشائعات والتفاعل المفرط مع ما يطلبه المتعصبون إلى درجة أن البحث عن مصدر الخبر ومصداقيته بات معجزة وليس مشكلة بالنسبة لهؤلاء المندفعين الذين (فهموا معنى الإثارة فهماً خاطئاً) دون التريث أو معرفة عواقب هذا الفهم الخاطئ ونتائجه السالبة.
ـ عاطفيون نقدم النادي المفضل حتى على أنفسنا وإن وجدنا فرصة سانحة أو ثغرة تلبي متطلبات هذا المفضل في أعماقنا لما ترددنا في استغلالها ولهذا نقول نحن نحتاج إلى قيادات إعلامية مؤهلة تمتلك القدرة على ضبط الأمور تنقل الخبر من مصادره وتبتعد عن بث الشائعات وتردع هواة الانفلات الرياضي المتعصب الذي وصل حداً لم يعد بمقدور العقلاء القبول به.
ـ علينا جميعاً أن نحاسب أفكارنا وأقلامنا وعواطفنا، علينا أن نكون قدوة لمن يتابع ويقرأ أما أن نبقى نسير في نفق هذا الانفلات المتعصب والمسيء والقائم على التهمة والتشكيك والتحريض فنحن بهكذا أسلوب نظهر الوجه الأكثر قبحاً لهذه المهنة السامية التي اختلط حابلها بنابلها فأصبح التأثير تأثيراً مؤلماً على أجيالنا وعلى كل من يحاول أن يعمل ويتفانى بفكره وماله خدمة لهذا المجال الرياضي الصاخب.
ـ ما حدث للأمير عبدالله بن مساعد لم يكن عابراً أو استثناءً وسبق هنا في الرياضية أن كتبت عن ذلك وقلت نصاً إن ما قيل عن نصراوية الأمير نواف بن فيصل وأهلاوية أحمد عيد سنسمعه مع الأمير عبدالله بن مساعد وسنسمعه مع المرشح القادم لاتحاد الكرة ولعل وسائلنا الإعلامية تتحمل المسؤولية عن هذا التضخيم المبالغ لكونها منحت الفرصة لمن ليسوا جديرين بحمل المسؤولية ولا بحمل القلم وسلامتكم.