2016-11-28 | 04:30 مقالات

أنقذوا البطل

مشاركة الخبر      

فاز الهلال وخسر الأهلي وما بين فوز الأول وخسارة الثاني تبقى تلك الصورة الفنية الباهتة التي ظهر بها جروس ونجومه خادشة لكل شيء جميل في ملامح وجه بطل الثلاثية.


ـ لم يحضر الأهلي بهويته ولا بروحه فسقط في فخ الهلال الذي تسيد اللقاء ونازل على باب واحد وكشف الكثير الكثير من هفوات منها ما يتعلق بالإدارة ومنها ما يرتبط باللاعبين الذين تاهوا في طريق الانهزامية وتواضع الأداء فخرجوا دون أن يسجلوا ولو حتى لمحة تقنعني على أن الذي خاض نزال الهلال حامل اللقب وبطل توج بثلاثية الموسم الماضي.


ـ أين الروح ولماذا غابت؟ أين التحضير الإداري لمثل هذه المواجهات ولماذا تلاشى؟ أين الدفاع؟ أين الوسط أين الهجوم؟


ـ نسأل عن كل هذا ونلقي باللائمة على كل من يقف خلف الفريق، فهؤلاء جميعاً يتحملون تبعات الكلاسيكو لكونهم لم يوفقوا لا في التحضير ولا في التهيئة ولا في احترام خصمهم الذين تعاملوا معه وكأنه فريق للتو وصل إلى دوري الكبار.


ـ لم ولن أجد صوتاً أهلاوياً في المدرجات يغضب من الخسارة لكنني حتماً سأجد أصواتاً ـ وليس صوتاً ـ تغضب وتتألم من مثل تلك الصورة التي ظهر بها الفريق فقدمته لنا فريقاً مسلوخ الهوية ومن يمثله داخل الميدان كالأجساد الميتة لا روح فيها.


ـ قد يذهب البعض إلى أن الهلال كبير الكبار وفاز بجدارته ونحن نقول هذا صحيح لكننا في المقابل من هذا نشير إلى أن اللاعب الأهلاوي خاض واحداً من أسوأ لقاءاته في السنوات الأخيرة ولم يبحث عن فوز ولا تعادل بقدر ما كان يبحث فقط عن تأدية واجب ويغادر، ولعل الدقائق التسعين جاءت كمدلول واضح وبرهان إثبات على هذه الحقيقة التي استفزت مشاعر جماهيره وكل الهائمين بلونه وشعاره وتاريخه وقيمته.


ـ دون مبالغة أقول فرق بين الذي كان يفعله طارق كيال والزويهري بالأمس القريب وبين الذي يفعله وجدي الطويل والمرزوقي اليوم، ففي الموسم الماضي كان التفاعل على دكة الاحتياط مؤثراً في إشعال فتيل الحماس في قلوب اللاعبين، أما في هذه المرحلة فالبرود من هذا الثنائي (يصدر)، أشغلوا الفريق ببرشلونة ولقاء ودي لا يسمن ولا يغني من جوع وتناسوا إن لم يكن تجاهلوا أهمية الكلاسيكو وبالتالي جاءت الحصيلة محبطة والإحباط منها وبها قد يفتح جرحاً غائراً في جسد الفريق وكل طموح يراوده وهذا ما لا نتمناه.


ـ انتهت المهمة ولم ينته الحديث عنها، والأهلي الذي أفرح عشاقه مع الزويهري وكيال وأغضبهم مع المرزوقي والطويل يبقى في أمس الحاجة لمرحلة تصحيحية عاجلة تسهم في إحياء روح الأمل وتعيده إلى حيث عرفناه منافساً وبطلاً وصاحب قمة وسلامتكم.