خلاص فكونا
سئمنا من بعض الأفكار ، ما أن تنتهي فكرة تثير احتقان الجمهور إلا ونبدأ في الترحيب بالثانية ، نركز على الهوامش ونقفز عن المضامين التي ترقى بالرياضة وبعد ذلك نتساءل لماذا وصل التعصب الرياضي منتهاه وكيف نعالجه .
ـ لم نفكر في وسائل تطوير ألعابنا المختلفة بقدر تفكيرنا في وسائل توثيق البطولات ، ولم نهتم بوضع السبل الكفيلة بالارتقاء بالاحتراف وتسويق اللاعب المؤهل للانضمام للأندية الكبيرة عالميا بقدر ما هو الاهتمام بسامي وماجد ومن هو الأسطورة .
ـ واقع مؤلم نتناوب على توزيع كعكته بتعاقب الإدارات والأدوار والمسؤوليات ، فكل جيل يأتي للواجهة يأتي ليكرر سلبيات سلفه والحصيلة أن الكثير من أهداف النجاح تاهت في زحمة مثل هذا المفهوم الذي ينسجم فقط مع رؤية المتعصبين لا مع رؤية عقلاء يضعون بلوغ النجاحات الرياضية موضع الأولويات .
ـ مرحلة مؤقتة تجمعت كل الأدوار المسؤولة والإعلامية والجماهيرية تجاه المنتخب فكانت النتيجة نجاحا باهرا في فترة وجيزة ، فالجميع تعاون على تجاهل نظرة الانتماء القاصر للأندية فجاءت الحصيلة رائعة بروعة الأخضر الذي بات على مقربة من تحقيق حلم الوصول إلى روسيا وهذا ما يجعلنا نشير إلى أن العودة إلى نفق الأفكار البالية قد يكون لها أكبر الأثر في طمس هوية هذا التطور الملحوظ للمنتخب ولاعبيه ، أقول ذلك بعد أن أعادتنا فلسفة توثيق البطولات وبهذا الشكل والمشهد إلى خانة التعصب مجددا وبالتالي إن عدنا لذلك فهذا يعني العودة لبعثرة كل الأوراق وتشويه النجاح وكبح جماح أي تقدم لكرتنا ومستقبلها .
ـ هنالك ما هو أهم ، هنالك ألعاب تحتاج الاهتمام ، هنالك مواهب تنتظر الصقل ، هنالك مرحلة انتقالية من المهم أن نعيرها الكثير حتى تؤول إلى مرشح يأخذ على عاتقه توفير السبل والوسائل العملية والفكرية التي تدعم وتمتن قوة الكرة السعودية أما أن نبقى على منوال مثل هذه الافكار المحبطة لمجرد أن بيننا من يستهوي ( الأضواء ) ويبحث عن ترسيخ ( عاطفة الانتماء ) ففي هذا الاتجاه سنبقى غارقون في السلبيات .
ـ تأهل منتخبنا الشاب فاستقبلناه بلجنة توثيق أفرحت طرفا وأغضبت أطرافا أما لماذا فلا نعلم لماذا كون الذين بيدهم القرار هم فقط من يمكن لهم الإجابة على مثل هكذا تساؤل .
ـ وللعلم بالشيء هذا فريق النور يكسب كأس آسيا لكرة اليد ويتأهل لكأس العالم للأندية ويحقق المنجز المضاف لرياضة الوطن بينما المشهد يقفز عن ذلك ليبرز لنا مفهوم من هو النادي الأكثر تحقيقا للبطولات ، بمعنى أن هؤلاء يفكرون للخلف أكثر من تفكيرهم للأمام ، وكما قيل من يفكر في الماضي طويلا يخفق في صناعة مستقبل ناجح ومثمر وسلامتكم .