منتخبنا الروح البطولية
المدرب، أي مدرب لن ينجح بخبرته ولن يطول القمة بخطته، فالمدرب، أي مدرب ينجح فقط حين يجد القائمة التي يقودها متسلحة بسلاح التحدي والإصرار والإرادة وبالحماس الذي يشكل في مفهوم كرة القدم الجزء الأكثر تأثيرا، دون ذلك تبقى الخطة والنهج والتكتيك مجرد حبر مسال على الورق، كعبارة الكاتب حين يتفنن في ملاعبة القارئ بمفرداته فيما مضمون ما يخطه القلم لا يتجاوز حدود الإنشاء.
ـ كرة القدم علمتنا أن الروح الحماسية أهم من خبرة المدرب، وأن ثقة اللاعب وإصراره وقتاليته أثقل دور من مهارته، كما علمتنا هذه المجنونة التي أسرت عقول الناس أن القمة لها وسائل ومتطلبات، ولعل الأبرز منها تفاعل اللاعب كون اللاعب هو مركز الثقل الأهم في ميادين الكرة قبل أي جزئيات أخرى تختص بقراءة المدربين أو بتحفيز الإداريين.
ـ في مونديال أمريكا عام 1994 م وهي أول مشاركة لمنتخبنا لم نكن نحمل الخبرة ولا القوة التي تتوازى مع قوة الهولنديين والبلجيكيين والمغاربة، لكننا بفضل عوامل الثقة في النفس والحماس في القلوب والإصرار في الإقدام استطعنا لفت الأنظار إلينا وكنا بالفعل (مدهشين)، خسرنا بصعوبة أمام ريكارد ورفاقه آنذاك وكسبنا بلجيكا بهدف لايزال عالقا في ذاكرة كأس العالم، وتخطينا المغرب ووصلنا للدور الثاني كحدث هو الأعظم في تاريخنا الرياضي.
ـ ومن قبل أمريكا ومونديالها التاريخ وذاكرة كل مهتم بكرة القدم يحفظان سور الصين العظيم وكيف تسلقناه بهمة الأقوياء، نتذكر خليل الزياني وماجد وشائع النفيسة ومحيسن الجمعان ومحمد عبدالجواد والبقية الذين كانوا هواة للعبة لكن حصيلتهم البطولية قدمتهم لنا كمحترفين لها، ولولا الحماس والثقة والإصرار لما تحققت تلك المنجزات ولما وصلنا إلى حيث يقبع الكبار المتوجون في ميادينها بالقمة والذهب.
ـ ما أود قوله إن جوانب الثقة والروح والحماس التي ظهر بها منتخبنا في لقائه الأخير أمام أستراليا هي ركيزة النجاح الحقيقية التي طغت بحضورها على الخطة والنهج والتكتيك، هذه أولا سر روح التفوق التي برزت وتجلت مع نجومنا وبالتالي نحن نريد لها الاستمرار اعتقادا بل جزما بأنها هي ولا غيرها من سينهي معاناة الغياب كما هي من سيقودنا لمونديال كأس العالم 2018م وهو الحدث المنتظر في روسيا.
ـ نريد اللاعب السعودي يواصل بهذا الأداء العالي في حماسته، ونريده أن يكمل ما بدأ به في هذه التصفيات، أما التهاون فلا نتمنى عودته لأن بعودة التهاون قد يتلاشى الحلم وينتهي الأمل، والخطوة التي قدمتنا قد تعيدنا للعشرات مثلها ولكن إلى الخلف.
ـ الهمة الهمة، نقولها لنجوم منتخبنا، فالمهمة لم تنته بعد، والإمارات لن يقل طموح من يمثلها عن طموح الأستراليين، ولهذا نقول أكملوا المشوار، نحن منكم ولكم وثقتنا فيكم تزداد وقدراتكم كبيرة وأنتم قبل وبعد لها.. وسلامتكم.