من يحفظ للبطل هويته؟
ما أجمل أن يستوطن الرقي أفكارنا وأفعالنا وتصرفاتنا، وما أروع أن يكون هو ديدن الرياضة وأهلها، وكرة القدم التي نهيم فيها حبا يتضاعف الاهتمام بها وبكل من يركل جلدها المنفوخ عندما تصبح منافسة ووعياً ومثالية.
ـ هكذا هي اللعبة الأكثر صخبا تصل إلينا فخمة، أما حين تكبر في مساحاتها بذرة التعصب فالجمال المعهود فيها سرعان ما يتحول قبحا.
ـ بالأمس فاز الاتحاد وانتصر الأهلي والفوز والانتصار ليس بنتيجة مباراة بل بقيمة منافسة شريفة وروح رياضية عالية رسخت البعد الصحيح لثقافة هذين الناديين الكبيرين وثقافة من يقطنون مدرجاتهما.
ـ صورة رياضية رائدة المعاني خرجنا بها من عمق الديربي الذي تزامن مع اليوم الوطني لبلادنا الغالية فشكرا من القلب لعملاقي كرة القدم السعودية على هذا الظهور المشرف والجميل والذي يحق لنا كإعلام أن نفرد له المساحات الكبيرة نظرا لما يحمل في طياته من رسائل حية عن الرياضة والتنافس والأخلاق ومبادي الاحترام المتبادل .
ـ لم نشهد التجاوزات لا في الملعب ولا في المدرجات ، ولم نجد كذلك انفلاتا لفظيا في قراءات المنتمين للأهلي والاتحاد لا قبل اللقاء ولا بعده وهذا إن دل فإنما يدل على الرقي والفخامة والوعي الذي لا نزال ننشده في وسطنا الرياضي والذي تاه في زحمة الخارجين عن النص من المتعصبين وهواة الاستفزاز.
ـ أما فنيا فالنتيجة التي آل إليها الديربي تعد نتيجة عادله للفريقين وإن كان التعادل بالنسبة للاتحاد فرائحيا أكثر على اعتبار قوة المنافس وتفوقه في السنوات الأخيرة إلا أن الشيء اللافت يتمثل في برود بعض لاعبي الأهلي الذين لم يقدموا منذ بداية مشوارهم في الدوري ولو حتى القليل من تلك المستويات الكبيرة التي كانوا عليها في الموسم الماضي وبالتحديد مع السويسري جروس.
ـ الأهلي يحتاج إلى تعديل مسار فنيا ومعنويا، هذا إن كان هو بالفعل يرغب في المحافظة على مكتسباته السابقة أما عكس ذلك فربما تأتي الجولات المقبلة بالكثير من الانكسارات التي تبقى شبحا يخيف كل عاشق لهذا الكيان.
ـ أعجبني في الاتحاد واقعية مدربه وروح لاعبيه وتميز محترفيه في حين لم يعجبني في الأهلي لا خطة جوميز ولا قراءاته التي بعثرت الكثير من هيبة الفريق وقوته .
ـ على الأهلاويين أن يضعوا هزيمة الشباب وتعادل الاتحاد على طاولة النقاش لعل وعسى أن يخرجوا بما يحفظ للبطل هويته.. وسلامتكم.