دوري بالشم
من سامي النمري وخليل جلال مرورا بعلي الموسى وصولا إلى الدكتور عبداللطيف بخاري، تأتي الاتهامات لتضع رياضتنا في مأزق الصخب والضجيج والغضب والانقسام والتأجيج.
ـ فما حدث سابقا تكرر لاحقا ومن يرمي التهمة يجد نفسه في منأى عن الحساب، ففي زمان غياب القانون الصارم في هذا المجال أصبح التجاوز هو السمة البارزة التي تستهوي كل من يرغب في بلوغ الشهرة حتى ولو كان على خطأ.
ـ الدوري مبيوع أزرق، الدوري أهلاوي بالذات العام، الدوري نصراوي بالدفع الرباعي، الدوري هلالي بحاسة شم وأعمال خفية وترتيبات دنيئة.
ـ مشهد طغى على كل المشاهد في أسلوبه وطريقته وفي أصحابه الذين تنوعوا ما بين التحكيم والتدريس الأكاديمي في الجامعات وما بين عضوية لاتحاد الكرة باتت تهان بالتصرفات غير مسؤولة على غرار ما أقدم عليه الدكتور بخاري فهاج معه وضده الجمهور الرياضي بكل تنوعاته.
ـ كل ما يدور في الرياضة يتم تناوله في إطار الريبة والشك والاتهام والشتيمة، والذين يروجون لهذا التجاوز السافر ليس من المدرجات بل من الذين ينتمون بالمسؤولية لهذا المجال ولعل عضو اتحاد الكرة الدكتور عبداللطيف بخاري الدليل الماثل لنا في هذه المرحلة.
ـ اتحاد عيد جلب للمجتمع الرياضي المهازل، والثقة التي كانت تساور جميع الرياضيين بمنافسات ومسابقات كروية خالية من الشبهات ماتت، والسبب في أن الذين يتربعون على هرم مسؤولية اللجان وعضوية المجلس يمثلون قمة الضعف وليس قمة القوة.
ـ دورينا لم يعد نزيها حتى لو كان كذلك، فبمجرد أن يظهر لنا عضو مسؤول ويتهور بالاتهام ظهوره هذا يعني إقناع الناس بما قد يخفى عليهم، زد على ذلك أن بيان الرد الرسمي عليه من قبل اتحاد الكرة لم يتخطى نقطة نأسف ويأسف ونتأسف.
ـ قلناها مرارا وتكراراً مسؤولية الرياضة منحت لغير أهلها، وطالما أن الوضع كذلك من الطبيعي أن يتمرد البخاري على رئيسه ويتهم، وبديهي أن يتحدى الحكم سامي النمري مسؤوله في لجنة الحكام ويرمي بشرر، ومتوقع أن يضع كاتب اجتماعي مهنيته ليقول (الدوري مبيوع أزرق).
ـ مشكلتنا غياب القانون، أزماتنا في اتهاماتنا، كوارثنا في تعصبنا، فهل من حل يا سادة ؟
ـ ختاما لا يلام المشجع المتعصب في المدرجات على تصرفه طالما أن تغذيته تتم من خلال المعنيين بالأمر إما حكم وإما رئيس لجنة وإما عضو في اتحاد وإما أكاديمي في الجامعة، أقول لا يلام المشجع على تعصبه اعتقادا بل جزما بأن ما يحدث اليوم عبر تويتر تحديدا كارثة خطرها قد لا يقتصر على الرياضة بل قد يصل حد تمزيق استقرار الرأي الرياضي العام ويخرجه عن طور الاتزان والهدوء ومثالية التشجيع، فحاسبوا هواة الاتهامات واردعوا تصرفاتهم حتى لا تصبح ثقافة مجتمعية ترسخ مفهوم العدائية بيننا وبين أجيال الرياضة.. وسلامتكم.