التلاعب والمتلاعبين
بعض القضايا في مجال الرياضة تثير الكثير من رد الفعل نظرا لمخالفتها للمألوف، لكنها في الوقت نفسه سرعان ما تذهب مع الريح وكأنها سحابة ضيف عابرة، حتى المتحمسين لملاحقتها تراهم في نهايتها أكثر برودا من بدايتها.
ـ لن أذكر بسلسلة تلك القضايا التي هزت أركان الرياضة على مدى عقود، لكنني في المقابل سأكتفي بالتذكير بقضية التلاعب في نتائج مباريات الدرجة الأولى، تلك القضية التي فتحت سجلاتها للبحث والتحري والمساءلة دون قرار، فالهيئة مشكورة فتحت فصل القضية ورمت التفاصيل لاتحاد القدم الذي حولها للجهات القانونية والقضائية فيما نحن كرياضيين متفقون على أن القضية المنظورة ستنتهي على غرار ما سبق وسيتم تسجيلها (ضد مجهول).
ـ أقول قد يكون الأمر والنتيجة كذلك وإن كنت أعتقد جازما بأن المعنيين بشؤون الرياضة اليوم لن يختلفون عن من سبقوهم وخاصة في مثل هذه الحالات الكوارثية التي هزت الوسط برمته لكنها أيضا لم تهز شعرة من الذين امتهنوها سرا كان أو علانية.
ـ اتحاد القدم أمام مرحلة مفصلية أخفق في كل منحنياتها ولم ينجح لا في القرار ولا في التنفيذ وهذا بالطبع دليل ضعف ولم يكن دليل قوة كون القوة غابت ويبدو أن أمر الحصول عليها في دائرة هذا الاتحاد بات من المستحيلات.
ـ ماذا يمكن أن يأتي مع الأيام أكثر من قضية بيع وشراء المباريات؟
ـ بل ماذا تنتظر الرياضة من كارثة أخلاقية أكثر من هذه؟
ـ نسأل سؤال الفطرة، أما الذين يفتشون في أوراق القضية فهم مسؤولون أمام الله أولا ثم أمام كل من يعشق كرة القدم والرياضة السعودية وبالتالي فالمطلوب هو تنفيذ عدالة القانون وتطبيق النصوص المتعارف عليها، في أي مجتمع متحضر من يخطيء فيه يعاقب ويحاسب والعكس هو الصحيح.
ـ فيا محترمون في مجال رياضتنا إذا قررتم فتح القضايا الشائكة لا تتركوا أبوابها على مصارعيها إما أن تبرزوا القوة وتعالجوها وإما أن تقفزوا عليها بالتجاهل ذلك هو الأسلم لكم وللمناصب التي تتربعون على كراسيها الوثيرة.
ـ يقولون القانون يأخذ مجراه ، هكذا يقولون، أما في رياضتنا فمثل هذه المقولة وبالتحديد مع اتحاد القدم الحالي هي مجرد مقولة أو عبارة للاستهلاك تذوب في الهواء الطلق كما يذوب فص الملح في الماء.