2016-07-20 | 02:57 مقالات

إعلام الاستفزاز

مشاركة الخبر      

* في الإعلام الرياضي لا مكان للحياد ، إما أن تكون مهنيا فتسقط من لوحة الاهتمام الجماهيري وإما أن تكون على العكس متعصبا كالمشجعين في المدرجات ترسم الحروف بلون فريقك المفضل وتردح في خصومه فتنال من الشهرة والصيت ما يجعلك في مقدمة صفوف من ينتمي لهذا المجال .

 

* تغير إعلامنا الرياضي وتاهت رسالته بعد أن أضحى رهن المتعصبين والشاتمين ، حتى مع وسائله الجديدة جاء التغيير ليضيف لعقول القاريء وعيون المشاهد المزيد المزيد من الألم .

 

* ليست القضية في كون هذه الفئة توالي بالخبر والتحليل والنقاش إدارة الفريق المفضل لها بل القضية في كون هذه الفئة وغيرها لا تعي من تعريفات الإعلام سوى أن تعلن الميول الفاضح وتسيء للخصوم وتستفز الجمهور وكل ذلك بغية البحث عن مصلحة ذاتية إما الوصول لبرامج المتعصبين وإما مغازلة المتهورين والمراهقين في تويتر بحثا عن زيادة ( الفلورز ) .

 

* بين إعلام الماضي وإعلام اليوم فوارق منها ما ينصف أجيال ومنها ما يدين جيلا بأكمله وجد الفرصة سانحة لدخول هذا المجال من أبوابه الواسعة لكنه سقط وأسقط معه الكثير من القيم والمبادي والأخلاق .

 

* البعض من هؤلاء يتباهى بعدد المتابعين له في تويتر وحين تتمعن في تغريداته أو طروحاته تجدها مجردة من الفائدة ومحملة بالإسقاطات والإساءات وهذه نقطة جوهرية نشير بها ومن خلالها إلى حقيقة أن الإعلام الرياضي فقد هويته مثلما فقد السيطرة عليه مثلما فقد كذلك عنصر المسئولية والرقابة ولهذا بات يواصل مسلسل السقوط من عمق ( متهورين ) بعضهم يناقض نفسه ( بالديزاين ) تراه ( ملتحيا ) وكأنه لبس لباس التقوى والورع فيما عقليته على نقيض الشكل ، مجرد هواء فارغ تهب على مجال الرياضة وكل المنتمين له فتقدم له عصارة التعصب والإساءة والاسقاطات .

 

* متى يتعدل هذا الوضع في إعلامنا الرياضي ؟ متى تمنح المسئولية لمتخصصين يدركون مخاطر هذه التجاوزات ؟ متى نرى ونلحظ عين الرقيب والقانون وقد أصابت وسيلة ( تويتر ) ؟

 

* أسئلة تطرح دون أن نعرف متى يحين وقت إجاباتها .

 

* أزمة الرياضة السعودية برمتها بما فيها كرة القدم ليست في ندرة المواهب ولا قلة الامكانات بل أزمتها الحقيقية في هذه الفئة التي بعثرت الكثير بأفكارها التعصبية حتى وصلت الحد الذي أوجد الاحباط وانعدام الثقة في محيطها بل وجرت معها مدرجات تكتظ بصغار السن فيها والذين اتخذوا من قليل الأدب والشاتم والمتعصب الإعلامي مثالا وقدوة وسلامتكم ..