السوبر اللندني

قبل أن نبحث في تفاصيل فكرة إقامة السوبر السعودي في لندن علينا أن نبحث عن دور المرجعية الرياضية في دعم السياحة الداخلية والترويج لها.

ـ تفاصيل قد لا تجد الاهتمام من قبل اتحاد القدم وأعضاء مجلس إدارته لكنها حتماً ستجد القبول من كل الرياضيين الذين يتساءلون عن أبها والباحة والطائف وعن بقية المدن السياحية التي تم تهميشها في هذا الجانب مقابل أن يمنح هؤلاء تأشيرة الصيف السياحي في عاصمة الضباب.

ـ ليست الفكرة هنا مرهونة بمداخيل المال الإضافية للفريقين الأهلي والهلال بل الفكرة في أساسها نابعة من ثقافة الترفيه الذاتية لأعضاء الاتحاد وصناع القرار في هذه المرجعية التي دائماً ما تأتي أفكارها وأفعالها منافية عما تقتضيه المصلحة العامة بمعنى أن هؤلاء يشيرون عبر تصريحاتهم إلى ضرورة دعم كل ما هو وطني في حين نرى العكس، نرى التوجهات من خلال فكرة السوبر اللندني وقد ناقضت العبارات الرنانة وأضحت مجرد حروف يسيل مدادها على الورق لا أكثر.

ـ فكرة إقامة السوبر خارجياً فكرة (بليدة) والإصرار عليها يعادي فكرة الدعم الوطني لمفهوم السياحة الداخلية والملايين التي يجب أن تبقى في حدود الوطن هاهي قناعات اتحاد الكرة والمعنيين فيه تأتي لتصادرها بمثل هذه الأفكار البالية.

ـ رأينا ردة الفعل المجتمعية في لقاء السوبر الماضي وفي كيفية النقل التلفزيوني بل وفي ذاك المخرج الذي ركز على (الجنس الناعم) وترك أرضية الميدان حيث قدم لنا صورة خادشة ومؤلمة بل ومتناقضة عن كل ما نحرص عليه في مجتمعنا، فكيف ننادي بالمحافظة من جهة في حين نسارع الخطوات كي نظهر للآخر صورة السعوديين وبالتحديد (النساء) منهم خارجياً وليس داخلياً. 

* شخصياً أتمنى أن يكون هناك تعديل لمثل هذه القرارات الرياضية البليدة، فأبها والباحة والطائف وحتى جدة مدن حباها الله الجمال فلماذا لا نجد تنسيقاً ومشاركة فعلية بين اتحاد الكرة وهيئة السياحة وبما يحقق الفائدة المرجوة في هذا الاتجاه؟

ـ سؤال لأحمد عيد ولبقية من يشاركون معه دفة العمل الرياضي لعل وعسى أن نستفيد من هكذا (تخبيص) ومن أجل أن تكون لنا رؤية رياضية تنسجم مع رؤية (2030)، التي تتمحور حول بناء واقع اقتصادي وسياحي ورياضي وطني يسهم في تمتين الداخل بكل ما يحتويه وسلامتكم.