أهلاوي والكأس أهلاوي
في كرة القدم أو بالأحرى في نزالات الحسم والتتويج يصعب التكهن بالرقم الأخير الذي تؤول إليه، ذلك أن هذه النزلات تبقى مرهونة بمزاج اللاعب وبمدى ما يقدمه من المستوى والإصرار والإرادة وهي العوامل المؤثرة فيها بل وهي المحدد الرئيس لنتائجها.
ـ الليلة نترقب نهائي كأس خادم الحرمين ونسأل عن هذه المقومات، هل ستظهر مع الأهلي ونجومه أم أنها ستذهب للنصر ولاعبيه؟
ـ فنياً قد نتفق على أن الأهلي هو الأكثر جاهزية خاصة بعد أن فاز مؤخرا بلقب الدوري لكن وبرغم هذا الاتفاق إلا أن ذلك لا يلغي قدرة النصر على انتزاع الفوز والظفر بالكأس خاصة وأنه اليوم يشهد تهيئة مختلفة عما كانت عليه في المراحل السابقة إداريا وجماهيريا ولن أقول إعلاميا على اعتبار أن إعلام النصر منقسم حتى على نفسه.
ـ بالأمس الأول حذرت الأهلاويين من ديباجة ما نسمعه عن النصر وخلافاته ومعي كثر كذلك أشاروا إلى أن فارس نجد سيظهر في هذا النهائي الغالي بشكل مختلف وجاهزية مختلفة وسيهزم كل من تحدث عن المهمة على أنها بالنسبة للأهلاويين مجرد وقت ما أن ينتهي إلا ويصبح الأهلي بطلا للكأس.
ـ أعلم يقيناً بأن الفريق الأهلاوي هو الأفضل ليس على النصر فحسب بل هو الأفضل حاليا على خارطة الأندية السعودية ككل لكن نزالات الكؤوس لها ظروفها ولعبتها تختلف عن أي نزالات أخرى، فالفرصة الوحيدة قد تنهي المهمة والأفضلية في الاستحواذ والسيطرة على الكرة طيلة التسعين دقيقة لا يعني حسم اللقب وبالتالي فمن المهم أولا أن يحذر اللاعب الأهلاوي من خصمه والتعامل معه كبطل كون هذه الفلسفة الفنية والمعنوية هي من قد يسهل الطريق أمامه ليعتلي القمة ويقرن الدوري بالكأس ويجدد لعروس البحر الأحمر فرحتها ويؤكد أنه بالفعل الفريق المختلف الذي يجيد العزف باتقان على المستطيل الأخضر ويسعد جماهيريته التي لاتزال تنتظر منه الكثير حتى تردد بنغمة الماضي (أهلاوي والكأس أهلاوي).
ـ مهمة كبيرة وحدث كبير والأهلي مع النصر أمام لقب هو الأغلى فمن يا ترى سيكون له الحظ الأوفر ويكسب بريقه ويضيف لقائمته البطولية منجزا آخر؟ هل الأهلي بأفضليته وجماهيريته ونجومه أم النصر بظروفه وحوافزه ولاعبيه الذين مهما طالهم الانتقاد إلا أنهم هذه المرة سيحاولون أن يقولوا كلمتهم ويعودوا إلى الرياض ببطولة إن تحققت لهم فمن المؤكد أنها ستجمع شتات النصراويين وتفسح أمامهم طريقاً آخر للوفاق والجماعية.
ـ بالتوفيق للكبيرين الأهلي والنصر والأمل في أن نتعايش مع لقاء خاص فيه من التشويق ما يكفي لإسعاد كل الرياضيين.. وسلامتكم.