نور مرة أخرى
محمد نور والمنشطات قضية بدأت بقرار وتوقفت بمهزلة ومن المتوقع أن تنتهي فصولها المضحكة بكارثة تطال الرياضة السعودية وبعضاً من لجانها التي تناقضت في المواقف وكشفت جهل المنسبين لها بالقانون ولعل ما فعلته لجنة الاستئناف بحق قضية حسم أمرها من المتخصصين إلا دليل على عشوائية سادت في هذا المجال فساهمت في تشويهه ليس محليا فحسب بل شوهت صورته حتى أمام (فيفا) وكل سلطاته المتنوعة.
ـ قضية نور مع المنشطات مزعجة، والنقاش حولها مؤلم والإعلام الذي سلط الأضواء عليها هو الآخر تفاوت ما بين إعلام أخذ دور المحاماة وما بين آخر تولى مهمة أن يكون هو الخصم وقس على ذلك ما فعلته لجنة المنشطات السعودية والوادا ولجنة الاستئناف، فالكل تعاطى هذه القضية بمعايير مختلفة والنتيجة قد تصل حد التأثير على رياضة بلد لا تزال تعاني من فوضوية من ينتسبون إليها كمسؤولين وكأصحاب قرار.
ـ ما هي المصلحة التي ستجنيها تلك اللجان التي صادقت على إيقاع العقوبة على لاعب تناول المنشط وأثبتته الكشوفات، بل إن السؤال لماذا بررت لجنة الاستئناف موقف اللاعب القضية وسارعت في نقض قرار اللجان المتخصصة؟
ـ أسئلة غريبة والتناقضات عجيبة وما ظهر مع محمد نور لم يظهر مع أقرانه الذين اتهموا بتناول المنشطات دونما نسمع البرامج تتبنى المواقف والأقلام تتولى الدفاع فما حدث مع نور لم يحدث مع حسين التركي ومن قبله علاء الكويكبي وشراحيلي وأحمد عباس فلماذا نور، هل على رأسه ريشة؟
ـ نعلم بأن الحقيقة موجعة ونعلم أن البعض من هواة التعاطف مع تاريخ نور لا يقبلون بمثل هذا الطرح لكننا في واقع الأمر يجب أن نكون على مسافة واحدة من الجميع فالمخطئ لا يجب أن نوجد له المبررات وحاله حال البقية الذي يرتكبون الخطأ وجرم الفعل فالقانون عادل ولا تقبل نصوصه ولوائحه أن نبرر هنا ونتجاهل هناك.
ـ كل العينات التي برزت في قضية محمد نور أثبتت إدانته، وإذا ما اتفقت لجنة المنشطات السعودية مع الوادا على ذلك فالغريب العجيب المزعج هو ما تعاملت به لجنة الاستئناف التي وبرغم اعترافها بثبوت العينة إلا أنها تعمدت إسقاط العقوبة عن اللاعب والاكتفاء بالأشهر الأربعة لتكون البديل عن السنوات الأربع وفي هذا اختراق قانوني لم يقبل به الاتحاد الدولي الذي قرر الاستئناف أمام محكمة الكأس وبالتالي دخلنا في قضية أخرى هذه المرة ليست مرهونة بلاعب بل مرهونة برياضة وطن ولجان ومسؤولين وقضاة.
ـ على هيئة الرياضة، على اللجنة الأولمبية أن تمارس الصرامة وإلا فإن اللاعب المقتدر قد يلعب بالأنظمة كيف شاء، بينما سيذهب اللاعب المحدود في إمكاناته ضحية ولا عين تراه ولا برنامج يتبناه ولا قلم ينصفه ولا لجنة تعيره الاهتمام.. وسلامتكم.