الهلال يتألم والطبيب غائب
تغيرت ملامح الهلال مع إدارته وتبدلت مع مدربه وإن قلت تشوهت مع بعض لاعبيه ففي متن المعنى ما تؤكده الكثير من النزالات والكثير من المستويات والكثير من النتائج ولعل لقاء لوكوموتيف الأوزبكي الأخير إلا دليل التأكيد على هكذا حقائق.
ـ الهلال فنياً يعاني والمرض في جسده يزداد والذين من حوله لا حراك سوى حراك المتابعة المستمرة لتخبيص دونيس وبرود قائمته وبالتحديد الذين يمثلون فيها قيمة القوة والتأثير كالفرج والدوسري والبقية.
ـ ليس الذي نراه اليوم هو هلال الأمس فكل الأشياء الجميلة تبعثرت والفريق الذي توسد القمم لسنوات بدأ وكما يبدو في العد التنازلي قبل أن يودع مكانه الوثير كبطل ثابت.
ـ أقول كما يبدو مع أن الشواهد الفنية تشير إلى الكثير من قصور الفعل والعمل لكباره وطالما أن الكبار على شرفة المشاهدة لا على شرفة الدعم والجماعية والعمل فمن الطبيعي أن تؤول مسيرة هذا الفريق الكبير إلى ما هو أبعد من تعادل مع لوكوموتيف وتعقيد منافسته للآسيوية.
ـ عك كروي مع دونيس ومزاجية طغت على أداء الهلال وإذا لم يسارع الهلاليون في اتخاذ قرار التصحيح فالقادم سيأتي بالمزيد من النتائج السالبة والأكثر من الإحباط لعشاقه وجماهيره وكل محبيه.
ـ صحيح أن الهلال حاز على بطولة كأس ولي العهد ومن قبلها السوبر وصحيح أنه يحمل وصافة بطل الدوري لكن الذي نعرفه أن طموحات الهلاليين وقوة حضورهم المعتاد أكبر بكثير من هذه المستويات الباهتة وأكبر كذلك من هذه الروح المتواضعة وأكبر أيضا من هذه المزاجية والبرود الذي تأصل في أعمدة الفريق الأساسية حتى أصبح حالة مألوفة في كل لقاء مهما كانت أهميته.
ـ الهلال يحتاج لغربلة شاملة إداريا وفنيا وتكتيكيا، بل هو في أمس الحاجة لعناصر شابة لتكون من الحلول العاجلة، أما البقاء في دائرة (الأمل) واستذكار مراحل الماضي فهذه مجرد (جرعة) مخدرة من شأنها أن تنسف المستقبل الهلالي مع البطولات والمنافسات.
ـ هذه رؤيتي للمشهد الهلالي، قد يختلف معي أهل العواطف في أركانه لكنها رؤية أعتقد أنها الأقرب للصواب، فليس الحل في إلغاء عقد دونيس فقط، بل الحل في إعادة نهج كامل يشكل الإدارة وفكر أعضاء الشرف ولا يستثني الثقافة الإعلامية التي تحيط بالفريق من أكثر من عام لكون هذه الثقافة أوجدت الكثير من الأزمات وحولت الهلال من حالة استقرار إلى حالة (عبث) وسلامتكم.