2016-04-10 | 04:06 مقالات

إعلام المؤامرة

مشاركة الخبر      


الإعلام الرياضي تحول من مهنة سامية إلى مهنة أخرى تختص بترسيخ المؤامرة والشتم والتجاوز.
ـ ففي حاضر اليوم تنازل هذا الإعلام عن مهنيته ورسالته وأضحى بمثابة الهم على متلقيه، في الصحف، في البرامج، وقوفاً على حدود السوشال ميديا الكل يتسابق على إثارة الاحتقان إما بالتهمة وإما بالتخوين وإما بطرح فيه من الخبث ما يكفي لإبراز المخل من القول ليرسم ثقافة رياضية إعلامية مشينة تغذي عقول الكثير من أجيالنا دونما نجد في مقابلها صوتاً للقانون أو همساً لقراراته.
ـ نعاني ويعاني مجالنا من هذا العبث المستمر وإذا ما سألنا لماذا كل هذا الصمت عن المنفلتين في جوانبه فالسؤال سينتهي ويغلق علامات الاستفهام بلا جواب على اعتبار أن تغييب الجواب لمثل هكذا سؤال هو ما ساهم وساند هؤلاء كي يبرزوا لنا حضورهم الإعلامي في ثوب التأجيج والاحتقان والتعصب والشتم والمؤامرة.
ـ خطر يداهم رياضتنا وعقول أجيالنا تحت مفهوم حرية الرأي متاحة هو الفيصل بين بناء النجاح والوعي والمنجز وبين العبث والضياع والهمجية.
ـ من يا ترى يتحمل المسؤولية عما يحدث في مجالنا؟
ـ هل هي وزارة الثقافة والإعلام أم هي الصحف والقنوات والبرامج؟ أم هي معنية بنوعية المتلقي الذي يقفز عن رؤية المفيد عبر هذه الوسائل ويتجه صوب المخل فيها؟
ـ سنوات وهؤلاء (النفسية) المزعجون يواصلون مهازل ما تنثره مقالاتهم وتغريداتهم وألسنتهم، غاب عنهم المسؤول وبالتالي هم اليوم أكثر استغلالاً لهذا الغياب وبما يضاعف لهم عدد المتابعين حتى وإن كان المتابعون لهم مجرد رقم (ساخر) يزداد أمام أسمائهم.
ـ لم يعد الأمر مقروناً بانتقاد الخطأ بل تخطاه إلى حيث الإساءة، والإساءة التي تفنن فيها هؤلاء المنفلتون هي في الأساس من سيكون لها الأثر الأبرز في (تدمير) الرياضة السعودية وقتل كل طموح يراود مستقبلها.
ـ هل من حلول عاجلة نراها قريباً؟
ـ حتماً لا فطالما أن هذه الوسائل ترك لها العنان كي تعبث بكل قيم الرياضة وقيم الإعلام الصحيح فلا بارقة أمل ستلوح في الأفق وسيبقى مثل هذه النوعيات على خط سيرها تقتبس من قواميس الشتم والعبارات المقززة ما يجعل أصحابها يتباهون أمام صغار السن والمتعصبين في المدرجات.
ـ حتى الأندية بعضها وليس كلها محل إدانة لكونها تحفز وتشجع وتقبل بمثل هؤلاء كي ينتمون إليها، بل إن بعضهم بات (مستشاراً) يوصي ويقرر.
ـ في الماضي كنا نقول إلا الخطوط الحمراء يحرم الوصول إليها، أما اليوم فهذه الخطوط قفز عليها هواة المؤامرة والشتم إلى أن أصبحت بالنسبة لهم حقاً مشروعاً للأسف وسلامتكم.