2016-03-23 | 02:17 مقالات

احتراف النكبة

مشاركة الخبر      


ـ الزمن الجميل الذي حققت فيه كرة القدم الكثير من الإنجازات كان اللاعب الهاوي ( يتسلف) البوت والشراب ولا يملك في رصيده الألف ريال إن لم يكن لا يملك من الأساس رقم حساب في البنك ورغم ذلك كان يتفانى إبداعا وحماسا ويلعب كرة القدم ليشبع حبه لها فتوالت آنذاك الكثير من البطولات وأصبح المنتخب الوطني من خلاله سيدا شامخا على أكبر قارات الدنيا .
ـ هذا ما كان عليه اللاعب السعودي في زمن الهواية أما في زمن المال والاحتراف وعقود الملايين فالتاريخ تشوه والإنجازات ماتت وأصبحت هذه المجنونة التي نعشقها ( غبية ) وهي تتناقل بثقلها بين أقدام نجوم الملايين اليوم .
ـ هذا التحول الكبير هو محصلة الاحتراف الذي عجزنا في تطبيقه، فنحن نفهم هذا النظام على أنه مجرد ( ورق ) و( مال ) و( تنظير ) ولهذا توالت الانكسارات وتواصلت الهزائم وأصبحنا من خلاله ننافس ولكن على ( الفشل ) .
ـ هل تذكرون ماجد عبدالله، محيسن الجمعان، يوسف الثنيان، أحمد جميل، محمد الخليوي، حمزة أدريس، منصور الموسى، خالد مسعد، حمزة صالح، عبدالله الدعيع، شائع النفيسه، ناصر المنصور، فهد المهلل، فؤاد أنور، سعيد العويران، محمد عبدالجواد ؟
ـ هؤلاء نماذج لزمن الهواية ونماذج للتفوق ونماذج لمعنى التحدي في كرة القدم .
ـ هؤلاء قارنوهم اليوم بكل مراحل الاحتراف، اضربوا واجمعوا، واطرحوا ليأتيكم الجواب والجواب الأخير حتما سنصف ذاك الزمن البسيط الجميل كما هو حتما سيدين هذا الزمن الذي طارت فيه ملايين الأندية بل وملياراتها ولم تجد من الفوائد سوى فوائد الضياع والخيبة.
ـ من غير المنطقي أن نطالب بإلغاء الاحتراف لكن المنطقي فعلا هو في كيف نستوعب من فجوات الخلل لنسدها ونتدارس حالات الفشل لنعدلها.
ـ اتحاد الكرة، اللجان، اللجنة الاولمبية، الأندية وإن أضفت لها الإعلام فالإعلام هو الشريك الدائم، هؤلاء جميعا عليهم مسؤولية البحث في طبيعة ما حل بكرتنا وبثقافة من يمارسونها كمهنة من هؤلاء المحترفين الذين قبضوا الملايين ولم تفرز أقدامهم أكثر من الخيبات.
ـ كم نجم في قائمة نجوم الاحتراف السعودي حاليا يستحق الاحتراف خارجيا؟
ـ أسأل فقط مع اليقين والتأكيد بأن أي إجابة تكسر علامة استفهام السؤال ستأتي بما يشير إلى أن احترافنا (أعرج) ولا يتخطى حاجز (عقد ورقم ووكيل لاعب) وسلامتكم..