محمد فودة .. يا خسارة
لم أعجب في حياتي منذ متابعتي للكرة وجنونها ومجانينها بحكم ساحة مثل الحكم الدولي السابق (محمد فودة) الذي كان طيلة مشواره يتمتع بـ(حيادية) لم تتوفر في غيره من حكام سواء من جيله أو الجيل الذي سبقه ثم من جاء من بعده.
ـ كما أنه يتميز بشخصية (قوية) داخل الملعب وخارجه أيضا حيث إنه حازم جدا في قراراته ، صارم ضد كل من يحاول (التدخل) في (عمله) كائنا من كان دون أي اعتبار لمكانة المسئول الوظيفية رغم أنه واجه الكثير من (المضايقات)التي كانت كافية لإنهاء مشواره مع (الصافرة) مبكرا لولا (ثقة) مطلقة حتمت عليه مواجهة كل التحديات والصعاب بسلاح (مخافة الله)
ـ نعم (ثقة الفودة) في نفسه وفي قدراته التحكيمية وخوفه أولا وأخيرا من الله عز وجل في أن لا يكون (ظالما) ويتسبب في (ظلم) لاعب أو فريق شكلت الجزء الأكبر من النجاحات التي رصدت في سجلات تاريخ (حكيم أمين) وبالتالي كانت الأندية وجماهير الكرة (تثق) به وتقدره وتطمئن بمجرد ذكر اسمه لقيادة مباريات فريقها ولا أبالغ أن بعض مسئولي هذه الأندية كانت تتمناه ليتولى مهمة تحكيم مبارياتها وأحيانا تطلبه بالاسم.
ـ وبحكم محبتي لهذا الحكم القدير فإنني اليوم سوف أصارحه ليس بـ(أخطاء) وقع فيها أثناء تقييمه لأداء الحكام ورصده لأخطائهم وكذلك فيما يخص حسناتهم وإيجابياتهم فهو أقدر مني بتقييم نفسه ولكن يحز في نفسي وأنا أراه في صورة لا تتوافق مع مكانته من خلال طرحه لآراء فيها نوع من (الميل) الواضح لأندية بعينها دون أندية أخرى تنتظر منه (نظرة حنين)
ـ حزنت كثيرا من أجله في الموسم الماضي وهو يمارس (ازدواجية) المعايير وفي هذا الموسم تحاشيت متابعته حرصا على ألا أخدش الصورة (الجميلة) التي تكونت تجاهه عن شخصية لا تخشى في الله لومة لائم ولكن القدر شاء لحكمة لا أعلمها لأشاهد وأستمع لآرائه حول مباراة (الاتفاق والهلال) فلم أصدق أن هذا هو (محمد الفودة) الذي أعرفه ذو الشخصية (المستقلة) بذاتها والذي لا يمكن (التأثير) عليه فقلت محدثا نفسي (يا خسارة) حتى أنت يا فودة دخلت اللعبة وأصبحت شريكا فيها
ـ يا خسارة وألف خسارة فهناك ضربة جزاء صحيحة للاتفاق والهدف الأول تسلل يا صاحبي والكرة التي لمست يد (فهد المفرج) اتجهت من رأسه إلى يده تلقائيا دون أن يتعمد لمسها.
ـ أخيرا أقول لزميلنا الإعلامي والمحلل التحكيمي لقناة الـ(ART) الرياضية أرجوك رجاء خاصا أن تحافظ على تاريخك الرياضي ولا تتراجع من أجل جبر خواطر (سهيل وفرج) وعلمي وسلامتك يا من كنت حكمي المفضل.