400 ألف سعودي
استهدفت خلال أسبوع عشرات المواقع على الإنترنت، وقرأت عن الخنازير ما جعلني (أتحسس)، وأعطس، وأشك في أنفي وفي أن كل من أصافحهم قد ينقلون لي (فيروس)، وأفضل مادة صحفية كتبت عن تجارة الخنازير في مصر تلك التي أوردتها صحيفة (اليوم السابع) في تحقيق استهدف المربين والعمد ومناطق قيل عنها بؤرا (كالزبالين) وغيرها من الأماكن، وسردت أسماء أشهر التجار الذين يتقدمهم أكبر تجار الخنازير يدعى (إسرائيل) كمتخصص في الخنزير الأمريكي وهو سلالة ضخمة قياسا بالخنازير الأخرى.
ـ الصحيفة أشارت إلى أن مطاعم الفنادق في مصر أكبر مستهلك للحم الخنازير من أجل السياح الذين يفضلونه، ولكون تكلفة الكيلو منه لا تزيد عن الخمسة جنيهات فيما كيلو (اللحمة) قد يصل إلى 40 جنيها، وقالت الصحيفة وفق المادة الصحفية: إن مزارع الخنازير الكثيرة تأتي لقلة تكلفة التربية، وكم الدخل المرتفع من هذه التجارة، وكأني بك تقول: ماذا تود أن تشير إليه، ولماذا مصر بالذات، فالعالم كله (يخشى أن يعطس أحد) الآن، وتشير التقارير إلى أن أكثر من 76 دولة وصلها الوباء الذي اعتمد رسمياً وبدرجة ستة نجوم، ثم لماذا مصر وأغلب الحالات في السعودية ومصر، والكويت (12 حالة)، وأغلب الدول قادمة من أمريكا والمكسيك، ما يعني سفك دم (خنازير) في بلدان عدة دون وجه حق، فالأمر لا يبتعد كثيرا عن أنفلونزا الطيور، ونشر عقارها الذي تورطت في شراء كمياته دول خليجية بالملايين وحتى الآن لم تستخدم منه سوى 1إلى 2 % .
ـ وما يعني أن عقار الشركة السويسرية الذي أعلن عنه أمس الأول والذي ستصرف (روشتته) في الخريف المقبل سيحظى بمكاسب ضخمة جدا على حس (الخنازير)، وقد تظهر أنفلونزا جديدة تطال البعير تلو الآخر، ولا أذهب إلى عدم الحكمة في كم الشراء، أو عدم وجوب اتخاذ تدابير وأشير إليها وأشدد عليها، في وقت ذهبت تقارير صحفية سعودية عن حجوزات لمواطنين فاقت الأربعمائة ألف لمصر وحدها ليقضوا الإجازة، وكم مئة ألف أخرى متفرقة إلى بلدان عربية وآسيوية بها حالات إصابة كلبنان، ودول آسيوية عدة.
ـ ما يعني (تنوير) المسافر، وقيام هيئة السياحة بدور (ما) في هذا الصدد بل (الاستفادة القصوى) من مثل هذه الحالة، وقيام وزارة الصحة بدور يتخطى طرق (التنبيه) المعتادة والقيام بدور (ما) يتجاوز غسل اليدين في هذا الشأن، وعلى المشرع وأهل العلم والمفتي القيام بدور (ما) في هذا الظرف الصحي والذي أعلن عنه كوباء، لا أقول أن يمنع المسافر ولكن (يُوعى بتكثيف) كي (يؤجل) سفره ويتجه للداخل، كونه في مثل هذه الحالة يهدد أمننا قومياً وصحياً بعيدا عن (التكاليف) التي سينفقها (ربعنا) هناك في شهور الإجازة إما على التنزه والتسوق ومكالمات الجوال والتذاكر أو على فواتير الدواء مع كل شعور (بكحة أو عطسة).
ـ الإمارات رأى المشرع فيها (تأجيل العمرة) في فتوى رسمية، وقارن بين هذه بتلك، وما أشارت له قناة (العربية) في تقرير عن التخوفات من الوباء في الشارع المصري أمس يشير إلى مدى (البَسط) الذي ينتظرك كسائح، الخوف هو نفسه في أي بلد آخر بما في ذلك الحالات الثماني التي وصلتنا - داع بالشفاء لكل مصاب - وبسبب قادمين من أمريكا (كما في مصر وأغلب الدول(، ولك أن تعيد طرح السؤال بصيغة: ماذا لو نقل الفيروس لداخل مصر من هذا الكم السعودي الوافد والذي قد يصلك مباشرة من أمريكا مثلا؟ وبالتالي كان للأزهر رأي في تأجيل (العُمرة).
ـ دولياً لا يجوز منع دخول الأمريكان (أو غيرهم) من الدخول وفق ضوابط دولية محددة, ولكن هل يجيز لنا الوضع التشدد في تفتيشهم كما يفعلون معنا من أجل أمنهم؟ أيا كان هذا الأمن.. إلى اللقاء.