2015-10-29 | 03:37 مقالات

(الأول عالمياً)

مشاركة الخبر      


شاهدت قبل سنوات برنامجاً رياضياً أجنبياً يتحدث عن الجوانب الأخلاقية في تاريخ الألعاب الأولمبية وكم كان مؤلماً أنه لم يحصل أي رياضي عربي على أي وسام أخلاقي على مرّ عقود من الزمان تمثل تاريخ الأولمبياد سوى ملاكم مصري قبل عقود في حين تتوزع بقية الأوسمة والشهادات الفخرية لبقية أصقاع شعوب الأرض لنضيف إلى جانب ضعفنا الرياضي في المنافسة وأرقامنا المخجلة ضعفاً آخر في إنسانية الرياضي العربي.
محلياً ورغم أن الأندية السعودية أسست على ثلاث قواعد أساسية (رياضي، ثقافي، اجتماعي) إلا أنها ولفترات طويلة لم تتخلص بعد من باقي ذيولها من سيطرة الثلث الرياضي بل ليس الرياضة على الإطلاق ولو كان كذلك فمرحى بل كرة القدم تحديداً فإن ازدهرت في فريق ما ازدهرت معه بقية الألعاب في عيون الأتباع حتى وإن لم يكن لها حضور في أرض المنافسة والعكس بالعكس صحيح.
أما الجانب الثقافي فكان يقوم بجهود فردية في الأندية بعضها تطوعي وعلى شكل مسابقات دينية أو محاصرات وندوات يمر عليها الإعلام مرور الكرام.
ولا يبتعد الجانب الاجتماعي كثيراً عن سابقه وباتت الجهود الفردية من نادٍ عن آخر ومن مدير مسؤول عن قرين حتى حضر للهلال سعود السبيعي فنقله في ظل سنوات قليلة من العمل الفردي العشوائي إلى عمل مؤسساتي منظم وضخم فأقام برامج ومناشط دائمة ودورية وفصلية بعد دعم لا محدود من رجالات النادي ومحبيه فانتشرت الأعمال التطوعية حتى من الأطباء منهم ورصدت لهذا الجانب الميزانيات الضخمة وصلت في العام قبل الماضي لحوالي العشرة ملايين ريال فبدأت الخدمة الاجتماعية تأخذ خطّاً تصاعدياً أجبرت وسائل الإعلام على الانتباه لها حتى وإن كانت على استحياء.
في العام الماضي وصلت الأمور إلى ذروتها كما كنا نعتقد حينها حين تم توقيع اتفاقية شراكة بين النادي السعودي الأكبر والأشهر آسيوياً وبين منظمة اليونسكو الدولية كأول فريق عربي إلى جانب ثلاثة أندية عالمية فقط
ولكن قبل أيام قليلة ارتفع الطموح ونجح السبيعي سعود في ظل مواصلة العمل الاجتماعي ببرامج مهمة لعل من أهمها تواجد أكثر من مائتي طبيب يتوزعون في المدرجات في المباريات لإسعاف الحالات الطارئة ومنها حفل الزواج الجماعي الذي تكفل به النادي وأقيم في صالته الضخمة لأكثر من مائتي عريس من ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها الكثير من البرامج المبهرة
ليحصل الهلال على المركز الأول في الخدمة الاجتماعية على مستوى العالم متفوقاً على أندية عريقة كبرشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي.
هذه الجائزة وهذا الحدث العالمي الضخم لم تتفاعل معهما وسائل الإعلام بالصورة التي تتناسب مع أهميتهما ليتركوا في كبدي حرقة ما زالت قائمة منذ شاهدت البرنامج الرياضي الأجنبي بعد أن اكتشفت أننا نبرع فقط في (جلد الذات) ونتجاهل المنجزات وهنا مربط فرس ضعفنا.

الهاء الرابعة
لو إنها بـ الكيف ماقلت ياليت
سوّيت ما ودّي على كيف ودّي
لكن حداني قاسي الوقت وأزريت
وآمنت بـ المكتوب ماهو بيدّي