عدلوها بدلوها
يحكى أن ضابطا شابا تم تعيينه في إحدى القواعد العسكرية النائية في الأندلس قديما وإسبانيا حديثا وفي يومه الأول في مقر عمله لاحظ الضابط الجديد بأن هناك " كرسيا "مصنوعا من الخشب في باحة القاعدة الوسطى المقابلة لبحيرة زرقاء وحولها مسطحات خضراء من العشب والشجيرات متوسطة الارتفاع وما يميز هذا الكرسي رغم أنه غير متميز في شكله أو لونه " الحراسة " التي وضعت حوله فقد كان من " بروتوكولات " العمل في تلك القاعدة أن يقف شرطي بجوار الكرسي حتى إذا انتهت فترة مناوبته استلم شرطي آخر وهكذا على مدار الساعة..
قاد الفضول الضابط لمعرفة سرّ هذه الخصوصية لهذا الكرسي فسأل زملاءه الضباط السابقين ولكنهم لم يفيدوه بشيء فكل مايعرفونه أن هذا النظام قائم منذ بداية عملهم بالقاعدة ثم بدأ في سؤال بقية " العساكر " وكانت الإجابات متطابقة وذهب يقوده الفضول الكبير لكبار المسؤولين ولكنهم لم يكونوا أفضل حالا من سابقيهم حتى استقر به الحال في البحث عن السرّ في المستندات القديمة فأخذ في البحث بقسم الأرشيف لعدة أيام حتى لقي ورقة صغيرة كتبها ضابط متقاعد حاليا أو ربما يكون قد فارق الحياة كتبت قبل خمس وعشرين سنة التالي : " يكلف شرطي بالوقوف بجانب الكرسي حتى لا يجلس المارة على الصبغ الجديد " والغريب أن الكرسي جف صبغه لكن أمر وقوف شرطي بجانبه استمر لربع قرن من الزمان دون أن ينتبه أحد لهذا الإجراء ودون أن يكلف أحد نفسه بإنقضاء الأمر بانتهاء سببه وموجبه لكنهم استمروا على ذات الأمر رغم التغيرات الكثيرة والكبيرة التي مرت من الزمان والأحداث..
تذكرني قصة الكرسي الإسباني بقضية منع الأندية المحلية من التعاقد مع حراس مرمى أجانب فهذا القرار اتخذ في سنوات ماضية تقادم عليها العهد حتى بلي السبب والمسبب ولم يعد له مبرر مقنع فخانة حراسة المرمى مثلها مثل بقية المراكز والخيارات الأجنبية يجب أن تشمل كل المراكز وكل ناد يختار حسب نقاط القوة والضعف لديه ومبرر أن وجود الحارس الأجنبي سيؤثر على قدرة الحراس المحليين وسينعكس سلبا على حراسة المنتخب مبرر واه وضعيف ومثله ينطبق على بقية المراكز ولو افترضنا بصحته فالحال ينطبق على بقية المراكز ومن الظلم منع الحراسة والسماح لبقية المراكز لإمكان أن تحصر الأندية المحلية اختياراتها في الهجوم مثلا وفي الحالة هذه سيتأثر المنتخب أيضا وهكذا بقية المراكز وما حراسة المرمى وقرار السماح يحتاج لـ " ضابط " جديد يرغب في التغيير والتطوير ولو لم يأت سيبقى الكرسي محفوفا بالخفارة..
الهاء الرابعة
ما ودي اكبر في عيون صغار
أحب أكون فعيونهم عادي
ولا ودي اصغر في عيون كبار
لو بعضهم من بعض حسادي
عن كسرتي لا تنشد القفار
السيل يتبع كسرة الوادي