باي باي لندن
قبل ثلاثة أعوام استدعي اللاعب " حسن " لصفوف المنتخب الوطني فانطلق من العاصمة للساحل الغربي ممتطيا صهوة " الجامبو " وحين الوصول لـ " عشّ الطائرات " استقل سيّارة أجرة جابت شوارع عروس البحر الأحمر وسط زحمة السير والمركبات والرطوبة العالية وجبينه يتصبب عرقا خجلا من تأخره ملبيا نداء القلب الأخضر في خدمة الوطن وحين وصل بعد عناء للنزل الفاخر وحين دلف من البوابة الالكترونية تفاجأ بعدم وجود البعثة وعلى الفور أجرى اتصالا بهاتفه المحمول بأحد مسئولي المنتخب فأخبره الأخير بأنه مخطيء وأنهم يقطنون في نزل آخر واعطاه العنوان وعلى الفور انطلق حسن يسابق الريح لعله يصل قبل أن تتحرك الحافلة التي تقل اللاعبين من النزل إلى التدريب..
أخيرا وصل حسن وبعينين حزينتين وقف يراقب الحافلة وهو تسير نحو المعشب الأخضر حاملة كل الرفاق وحين همّ بالدخول للنزل وارتداء ملابس التدريب والتوجه بسرعة ليلحق بالمجموعة استوقفه المسئول وقال له لقد تأخرت ياحسن " ساعتين " عن خدمة الوطن فعد من حيث أتيت وخذ معك في طريق العودة قرارا صارما بإيقافك عن اللعب مع فريقك مباريتين وبالفعل عاد " الشاطر حسن " إلى ناديه منكسرا ومتألما ليجد رئيس ناديه " خالد " واقفا في انتظاره فلمعت عين حسن وتوقع أن يجد عبارات تهدئة لكن الأول عنفه بشدة وقال له " كيف تتقاعس عن أداء خدمة الوطن مافعلته ياحسن يدل على لا مبالاة لا نرتضيها إطلاقا وهذه المنشأة بكل من فيها مسخرون لخدمة الوطن ولا يمكن أن نرتضي أي تهاون من أي شخص ينتمي لنا ولذا قررنا بالإجماع خصم خمسين بالمئة من راتبك الشهري "
في منعطف آخر توقف الدوري قبل أيام من أجل إقامة معسكر للمنتخب الوطني وبعد التوقف بيوم غادر عبدالله لقضاء إجازة أعطيت من إدارة فريقه للاعبين غير المنضمين للمنتخب وبعد المغادرة بيوم أعلنت القائمة الدولية وكان عبدالله من أوائل المختارين فهو الأفضل في مركزه وكان من المفروض أن يعود اللاعب في يوم " الخميس " سواء اختير أو لم يتم اختياره لكنه تحجج بعدم وجود حجوزات عودة من " مطار هيثرو " الأكبر على مستوى العالم فقبل القائمون على الأخضر عذره وأجلوا بناء على طلبه موعد انضمامه ليوم الجمعة فتمت الموافقة وجاء يوم الوصول لكن اللاعب لم يصل واتصلوا على إدارة ناديه لكنهم كانوا يغطون في " سبات عظيم " فتم الاتصال باللاعب مباشرة لكن هاتفه الذي أخذ طبع صاحبه " الجوال " كان مغلقا وبدأ اليأس يدب في أنفسهم من حضوره وفجأة وجدوا أن " الواتساب " الخاص به متصلا فكرروا الاتصال لكن الهاتف لا يجيب فنسائم " براد لندن " لا تقاوم ، فتم استبعاده ولم تتم معاقبته رغم إهماله وحين عاد لناديه متقاعسا عن أداء الواجب الوطني وجد كل الدعم ببيان وقبلات وأحضان و" شقلبات العقرب "
الهاء الرابعة
روحي و ما ملكت يداي فـــداه
وطني الحبيب و هل أحب سواه
وطنى الذي قد عشت تحت سمائه
و هو الذي قد عشت فوق رباه
منذ الطفولة قد عشقت ربوعه
إني أحــب ســهولـه ورباه