حاس فرحتهم حوس
طمعوا في تحقيق أرقام قياسية واحتفلوا قبل الاحتفال ووضعوا في " التيفو " عبارة " 90 " في إشارة إلى أن الزمن المتبقي على التتويج مادون بين القوسين، بل وتطالوا على الهلال وكأنه ليس " رقماً واحداً " بل وكأنهم فقدوا الذاكرة ولم يدركوا بأن كرة القدم " دروس " ومن دروسها أن تحقيق بطولة الدوري دون خسارة " منجز " من الصعب أن يحققه فريق غائب عن تحقيق اللقب لحوالي عقدين من الزمان، ومن يرد أن يحقق المنجزات فليصمت ويترك المنجزات تتحدث فالصمت في حرم الجمال جمال وهكذا وقفت حروفي عاجزة عن تصوير هذا الجمال الأزرق الذي " حاس فرحتهم حوس " وحين تأتي نزالات الكبار يحضر الكبار وهكذا كان النصر لكن عقبته الوحيدة أن الزعيم كان نده خصوصا وهو يقاد بـ " فكر سامي " وكانت بداية عودة الكبار بحضور " ياسر " في الدقيقة الثالثة بهدف يطلق عليه هدف " الروح " فرغم أنه حوصر في لقطة معينة بأكثر من ثلاثة لاعبين إلا أنه حرس الكرة واستخدم كل أجزاء جسمه في الحراسة حتى " رمش عينه " ليطلقها موجعة بنيران صديقة وبعد أن لعب النصر ربع ساعة فقط في الشوط الأول سجل فيها هدف التعادل قبل أن تعود الكرة لعشقها ويمارس الزعيم الأفضلية – على فكرة ذكروني في نهاية المقال أن اسألكم سؤالا ستعرفون بعده الأفضلية الزرقاء المطلقة – لحظتها أرسل نيفيز كرة ماكرة " للماكر " ياسر فغمزها برأسه لترتفع نحو الأفق ثم حتى وصلت لنقطة " صمت الجاذبية " بعد أن فرّغت الأجواء منها وحين توقفت الجاذبية سقطت " ساقطة " نحو الشباك في حين بقي الحارس الأصفر ك " رائد فضاء " في مركبة فرّغت من " تفاحة نيوتن "
في الشوط الثاني وبعد عشر دقائق تنقص أو تزيد تأتي " نقطة التحوّل " حين طرد نجم الهلال في المباراة سلمان الفرج وفي الوقت التي كان الجميع ينتظر سقوط الكبير يتدخل الجابر بإخراج ياسر الذي سجل هدفين والشلهوب ويشرك سالم والغنام حينها حضرت المتعة الزرقاء والبداية بهجمة " نموذج " في الارتداد وتنطلق الخيول الأصيلة وتثير الرعب في منعطف المضمار الأخير ويتناوب الزوري ونيفيز على خلخلة الصفوف الصفراء قبل أن يرسلها الأول للزلزال القادم من الخلف ويودعها في الشباك المشرعة ويتكرر نفس المشهد مرة أخرى وتأتي " الرابعة " بطريقة مشهودة وينطلق سالم من آخر ملعبه ويفتك بلاعبي النصر قبل أن يشتكي العشب من هول وطأته وتصل الكرة للزلزال على رأس الصندوق ويمررها بغمزة ثم همسة لنيفيز وقد ارتجفت الشباك قبل أن يرتجف قلب من يحميها حتى استقرت " رباعية الهلال " بفكر سامي ومابين تكرار العبارة " تورية " يفهمها الغالبية الزملاء وضعوا " الشالات الصفراء " واستمدوا أفكارهم من توجيهات وأصبحوا يرددون كما يردد الطائر الآسيوي ذو الألوان المزركشة القابع في قفص فاخر في صالة فخمة
ويبقى السؤال : " هل شعرتم بأن الهلال يلعب الشوط الثاني ناقصا من لاعب ؟ "
الهاء الرابعة
أنت الجفاف اللي نسى شكل المزن
وأنا الكلام اللي صدى صوته حنين
يعني بتجي لو قلت لك فيني حزن
أقسم برب الأفئدة إني حزين ِ