2014-02-19 | 08:09 مقالات

“سحب كثيفة تحجب الهلال”

مشاركة الخبر      

السماء الزرقاء ملبدة بالغيوم ومن على البسيطة ينتظر الخير العميم لتجري الأنهار وتخضرّ الأشجار وتنضج الثمار وتتزين بالألوان الزاهية لكن المطر لم يهطل والسحب لم تبرح مكانها فلا الريح "راحت" بها بعد أن أقبل العتيم والكون ينتظر ظهور الهلال "السامي" ليزيل العتمة ويجلو الأزمة وتبصر العيون طريقها وأماكن سيرها لكن السحب تتبلد أكثر ولا تبرح مكانها قيد أنملة حتى وإن قرأها "مدرعم" نملة وللمعلومة مفردة "مدرعم" فصيحة وليست من المفردات الشعبية كما يظن الكثير.

لماذا اختفى الهلال؟ هكذا تهامس الزعماء حتى لا يسمع المتربصون همسهم وقبل أن تنبس الشفاة بكلمة كانت الأفئدة خلف الضلوع تدق كطبل حرب بيد عفريت من الإنس ثم التفت كبير منهم نحو الأفق وتأمل كثيرا ثم همس مازال الهلال يختبئ خلف السحب الكثيفة ونحن نحتاج للمسير قدماً فلم نتعود على المكوث في نفس المكان ونعتبر ذلك فشلا ذريعا ولا يعنينا منجزات من تعوّد على الظلام حتى في وقوفنا حتى يخرج الهلال إنني أستغرب من "رعد" الإدارة وكيف أنه لم يغري السحب بالهطول وسكب دموعها على الأرض حتى يخف حملها ومحملها وتستطيع رياح التغيير أن تنقلها إلى مكان بعيد عفوا حتى ولو كان المكان غير بعيد المهم أننا نستطيع بعدها أن نرى الهلال بالعين المجردة ونستمد منه الدفء والضوء بل وأستغرب من " برق " المدرب الذي يلوح دون أن يستمر نوره لفترة نستطيع معها المسير ولو لخطوات قبل أن "يبرق " مرة أخرى لعل وعسى أن تنجلي الغمة وكيف أن اللاعبين لم يرتعبوا و"الصواعق " تضرب على يمينهم عن شمائلهم دون أن يرف لهم جفن أو على الأقل يتحركوا من أماكنهم ففي الحركة بركة لكنهم على ما يبدو لا يريدون البركة والمباركة.

كل هذا والأجواء عاصفة والمؤثرات الخارجية تفعل الأفاعيل وكأن منظر السحب قد أعجب من أعجب ولا يريدون لها التحرك إطلاقاً ولو كانت وفق ما يريدون لتمنوا أن تستقر في مكانها ردحاً من الزمن فالضوء الخافت يعتبر عند البعض شيء من "الرومانسية" التي لا مكان لها في عالم من الصراعات والأهوال المتلاطمة بشكل شبه يومي ففي كل فجر جديد هناك "زوبعة " من جهة وفي اليوم الذي يليه بل وربما في عشية ذلك النهار " زويبعة " من جهة أخرى والمشهد خلاّب عند البعض وفتّاك عند الآخر والزعماء حائرون وكذلك الرفاق ولا جديد حتى الآن لكنني أعلم علم اليقين أن الهلال سيظهر في يوم من الأيام بإذن الله وسيعرف القوم أنها " بخار ماء " سرعان ما يذوب وتصفو الأجواء وقد يكون الصفو قريبا فانتظروا إنني معكم من المنتظرين.



الهاء الرابعة

خلّ البكا يا صاحي والأسى

اللّيل لا يقصيه عنك النّحيب

لا خير في الشّيء انقضى وقته

ما لقتيل حاجة بالطّبيب