“سامي وكشف سقم الأسامي”
رغم أنني لست مع المدرب السعودي سامي الجابر في تصريحه عقب نهائي كأس ولي العهد وامتناعه عن المباركة لنادي النصر والإشارة الضمنية بأن فوزه جاء من ضربة جزاء غير صحيحة وليس اعتراضي نابع من كون الجزائية صحيحة على العكس تماما فأنا أراها خاطئة وأن القرار كان عكسياً فمن المفروض احتساب خطأ مباشر للهلال ومنح شايع الأصفر بطاقة ملونة سواء كانت صفراء أو حمراء بل لأن في تصريح " الكوتش " خروج عن النسق الثقافي الأزرق والمبنية على الالتفات حين الخسائر على أخطاء المجموعة الزرقاء سواء كانت إدارية أو فنية أو عناصرية ومحاولة إصلاحها بهدوء وروية وعدم الالتفات للتبريرات السطحية على اعتبار أن أخطاء الحكام جزء من اللعبة.
لكن مع ذلك أستغرب حدّ الدهشة من الهجوم الأصفر الذي شنّ على الجابر وكأنها جاءت وفق حملة منسقة نظرا لأن مثل هذه التصاريح شائعة وهي اللغة الرسمية منذ سنوات طويلة وهي التبرير الأول عند خصوم الهلال بعد كل خسارة لمباراة عادية أو منجز ولو رغبوا لأحضرنا لهم تصاريح بالآلاف لرموز فرقهم المفضلة ولرؤساء الأندية ولكبار المسؤولين فيها ولأعضاء شرف ولمدربين ولاعبين وإعلاميين وحتى جماهير بل إنها كانت السمة البارزة في كل أحاديثهم وبالتالي فإن انتقادهم لهذا الأمر مبني على تناقض عجيب فهم أول من ينتقد الحكام ويدخل في ذممهم فالزميل عدنان جستنية سبق وأن اشتكاه الحكم الدولي السابق سعد الكثيري بعد أن اعتبر الأخطاء التي وقع فيها في مباراة الأهلي والنصر قبل أربعة مواسم بأنها متعمدة ومقصودة والزميل سعود الصرامي وصل به الحال أنه لو "بنشرت" سيارته لاعتبر هذا البنشر نابع من خطأ حكم لأي مباراة الهلال طرف فيها ومطرف الذي لم تخلو مباراة له من أخطاء جسيمة حتى وصل به الحال بالتصفيق له من جماهير فريق معين بعد المباريات ثم تكريمه من قبلهم ومن قبل إدارة نفس الفريق وللثلاثي كوارث تاريخية في متابعة أخطاء الحكام والدخول في ذممهم والتشكيك في أماناتهم بالتصريح أو التلميح ومع ذلك يخرجون بدافع " التميلح " وينتقدون سامي في نقده الموضوعي وتبريره لخسارة فريقه بركلة جزاء غير صحيحة ولو أنهم منصفين فأين هم من تصاريح غالبية المدربين هذا الموسم فمدرب العروبة تحدى مقابل أن يعتزل التدريب لو قال له أحدهم إن " ضربة دلهوم الساحقة " ليست ضربة جزاء ومدرب الرائد وصل به الغيظ مداه وانتقد الحكام بعد جزائية " دغدغني " والأربعيني الثائر وقفوا معه حين انتقد حكماً لم يمنح بطاقة صفراء للاعب هلالي، وبينات الاتحاد مارس نفس الدور ومدرب التعاون " بحّ " صوته من كثرة الانتقاداته للأخطاء الجسيمة التي وقعت على فريقه وغيرهم كثر وهذا يكشف بجلاء أنهم فقط متتبعون للذئب الأزرق لاغتنام جزء من الأضواء التي يمنحها لهم بين الفينة والأخرى وهذا منتهى الكرم السامي على محتاجين.
بقيت نقطة أخيرة، فإن كان خبراء التحكيم محمد فودة وأحمد الوادعي والملحم والمصري سمير عثمان والإماراتي خالد الدوخي يرون أن ضربة الجزاء غير صحيحة وجستنية والصرامي ومطرف يرون العكس عندها يمكن معرفة الحقيقة بارتياح.
الهاء الرابعة
يالله تغفر لي إذا يوم قصرت
جملة وقلها بضيقتك كل نوبه
الناس تتأثر مثل ما تأثرت
أحيان ما يتحمل الشخص ثوبه