2014-02-01 | 07:14 مقالات

"نهائي النهائي"

مشاركة الخبر      

في كل مرة يستعد المداد لمعانقة الطرس قبل مباراة ختامية لوصفها مهما بلغت أهمية المتنافسين نبحث في مفردات اللغة عن جملة تصف الحدث ولا نجد وقبلها نستعين بالذاكرة لعلها تسعفنا ولو بالنزر اليسير ولكنها تتعذر بلطف فليس في هذه الأثناء خانة متاحة للاستعانة بصديق ثم نلتفت يمنة ويسرة وفي كل الاتجاهات ولا نجد ما نسد به الرمق فالأحرف لم تعد أبجدية وأستاذ “حطي كلمن “ لم يعد يستطيع أن يواصل حديثه الأزلي مع عشق الأحرف فيضطر لوضعها على الأرفف ثم يخرج في الهواء الطلق ويستنشق منه ما يكفي حاجة المخ من الأوكسجين النقي ثم يرفع بصره للفضاء بعد أن يشعر بصفاء النونين وكأنه قد رزق بعيني “ زرقاء اليمامة “ حتى يعانق الأفق رؤية ورؤى بصيرة وبصر وهناك يشاهد “ الهلال “ وحين تحضر هذه المفردة تختفي ما بعدها من مفردات.

في النهائي وأعني به أي نهائي نبحث عن وصف يمثل مقدار الأهمية وكأنه نهائي النهائي وحين يخرج كل واحد منا ما في جعبته وينتهي المساء ويصبح الليل كهلاً وينفض السامر نعود لنقطة الصفر وكأن لا نهائي أقيم ولا وصف وصف وتبقى فقط بعض الذكريات للاستعانة بها كدليل على مجد أو “ طقطقة “ بين المشجعين وشيء من تذكار يوضع في دولاب مطرز بالذهب ليبقى شاهدا على منجز قضى وانتهى، وهكذا تسير بنا العجلة فنبدأ في خطوات جديدة نحو نهائي آخر نعاني فيه من البحث عن مفردات تليق وقد نجد ولا نجد.

هذا المساء هو امتداد لما كنا نفعله سابقاً مع بقاء نقطة مهمة وهي أن الهلال ثابت ومعتلي والآخرين يتناوبون أدوار المنافسة كما يتنافس الجنود على “الخفارة “ ولا أستطيع التقليل من منافس ولو أردت لأبت اللغة ولاحتج المنطق لكنه من باب التذكير للمحتكر بالمحتكر فهذا مثال لتوضيح المقال فقط فنهائي سابع لسبع نسخ متتالية وسبع سنوات “عجاف” على المتنافسين و”سمان” على زعيمها وهي ليست بـ “سمان الهرج “ بل “ سمان الفعل والمنجز “.

الحظوظ هذا المساء متساوية ومتقاربة، فالهلال صاحب الامتياز والخبرة والقدرة والنصر صاحب التوّهج الأفضل مستوى هذا الموسم والطامح لكسر الجمود والهيمنة الزرقاء يدفعه لذلك دافع قوي خوفاً من السقوط الأول هذا الموسم ومن تكرار سقوط الموسم الفائت فبعد خسارة كأس ولي العهد خرج بعد فترة بسيطة من نصف نهائي بطولة العرب ثم خرج بعد فترة أطول من كأس الأبطال وخرج بدون منجز حتى المشاركة الآسيوية لم تحضر بالمركز الرابع.

هذا المساء ستكون تفاصيل التفاصيل هي الفيصل في الصعود للمنصة والتشرّف بالسلام منجزا على راعي الحفل ولي العهد الأمين ومن يستطيع “ضبط “ أموره كاملة فنياً وذهنياً ونفسياً وتركيزاً ويستغل هفوات الطرف المنافس كجائع رأى الطعام بعد أيام ضياع في صحراء قاحلة ويقينه بأنها لن تكرر سيكون الراكض بعد صفارة النهاية في المعشب منتشياً ومتجاوزا إرهاق المباراة وضغوط ما قبلها.



الهاء الرابعة



ماني وكيل الطيب وأوزع صكوك

لكن يميني ما تخون بوعدها

والكلمة اللي من لساني وأنا أخوك

شهّد عليها المرجلة واعتمدها