( الأجواء النقية في الزرقة )
لسامي الجابر المدرب السعودي لنادي الهلال حاليا وأسطورة كرة القدم السعودية كلمة توزن بالذهب في معيار نفائس الأشياء وحكم الحكماء قالها تعليقا على خروج نجمين كبيرين من صفوف الهلال وانتقالهما لفريقين منافسين يعدان العدة لتقوية الصفوف والحد من السيطرة الزرقاء في ميادين شرف المنافسة فقال أبو عبدالله – بارك الله فيه وسدده - : " الهلال لم يخسر أحدا، اللاعبان هما من خسرا الهلال " حينها فسرت الكلمة ونحن في ساحة تعشق تحوير الشيء عن أصوله إلى أنها دفاعا عن صديقه رئيس النادي إذ كان حينها في أوكسير الفرنسي يتعلم ميدانيا أسس التدريب الحديث بعد أن نال الشهادة الأعلى في مجالها في المملكة المتحدة وهاهي الأيام تأتي بالبراهين على مصداقيتها بعد أن دارت أخبار غير مؤكدة بأن كلا اللاعبين يرغبان في العودة لصفوف الزعيم – النادي الأول وبلا منازع في تاريخ الكرة السعودية في حسن التعامل والرقي مع لاعبيه وفي حسن الأجواء الصحية والبيئة النقية وهذه من أهم أسرار الزعامة المستمرة – ودارت مثل هذه الأخبار بعد أن حرّك قائد المنتخب الوطني سعود كريري المياه الراكدة حين أكد هو ووكيل أعماله بأنهم تلقوا عروضا أكبر من أندية محلية لكنهما فضلا العرض الهلالي وخلف هذا التفضيل أسرار وحكايا واتصالات مستمرة بأطراف متعددة للوصول للقرار الصحيح وكانت النتيجة المنطقية الانتقال للهلال صاحب العرض الأقل ماديا والأفضل – بإذن الله – في مختلف النواحي والمناحي وإن أصاب الآخرين " النواح "
وكيف لا يكون الهلال مثالا في الأجواء النقية وهو يأخذ اسمه من علو البدر ولونه من السماء الصافية والأجواء النقية لا تكون إلا في الفضاء الرحب والأفق الشاسع ولا يوجد أرحب من فضاء الزعيم منجزا وهي بيئة تختلف عن بيئة الغرف المغلقة المظلمة حتى وإن كانت مكيفة بأجهزة التبريد فعطل لبرهة قصيرة في التيار كفيلة بإثارة الأتربة والغبار والحرارة والأوبئة والضجر وحين تتفاعل هذه المعايير تخرج على شكل أفعال وأقوال وتصاريح خارجة عن النص ففي الوقت الذي يسعى كثير من اللاعبين بالضغط على إدارات فرقهم لحصد مزيد من الأموال وفي غالب الأندية بما في ذلك الهلال يبادر الثنائي ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب بطلب تأجيل تجديد عقديهما لتتفرغ الإدارة جهدا ووقتا ومالا لتدعيم صفوف الفريق في فترة الانتقالات الشتوية وبالله عليكم هل هناك رقي بعد هذا الرقي وهل هناك ولاء ومحبة بعد هذا ؟ وللعلم سبق وأن قال لي أكثر من وكيل أعمال ما معناه " خيار اللاعب السعودي محليا الهلال " وهذه قناعة يحاول البعض طمسها أو إنكارها لكنها حقيقة ثابتة يستطيع كل صاحب لب أن يستوعبها متى ما تخلى عن عوامل العشى الليلي والنهاري الفكري والانفعالي العاطفي فهي مشاهدة في الغالب ومرئية رأي العين البصيرة حتى ولو لم تكن حدتها كحدة حدقتي " زرقاء اليمامة "
الهاء الرابعة
قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..
فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار !
قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..
فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار !
وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا ..
والتمسوا النجاةَ والفرار !
ونحن جرحى القلبِ ،
جرحى الروحِ والفم .
لم يبق إلا الموتُ
والحطامُ ..
والدمارْ ..