إفادة واستفادة
العلاقة بين اللاعب وناديه سواء كان لاعبا محليا أو أجنبيا هي علاقة قائمة في الأساس على مبدأ الإفادة والاستفادة، بمعنى أنها علاقة عمل تنطوي تحتها بنود حقوق وواجبات، فمن واجباته التفاني في خدمة الشعار الذي يرتديه والسعي بكل جد وإخلاص لتنفيذ ما يطلب منه من مهام في سياق واجبه الطبيعي وعدم إلحاق الضرر بالفريق بأي شكل من الأشكال، ومن الحقوق له تسليمه مستحقاته الشهرية والمجدولة المنصوص عليها في العقد المبرم بين الطرفين علما بأن هناك حالات " رمادية " يتم التعاطي معها بالتعاون أو بالمطالبة، فاللاعب السعودي يتعامل مع ناديه في غالب الأحوال وفق ثقافة المجتمع " تكفى أصبر علينا مع حبة خشم ووعود وتطمينات تأتي أحيانا من طرف خارجي يعتبر مصدر ثقة عند اللاعب " خصوصا في المسائل المالية المتأخرة ويخشى كثير منهم التقدم بشكوى على فريقه وهو يلعب بين صفوفه بسبب الثقافة المجتمعية السائدة فالشكوى أو المطالبة العلنية تستدعي في الغالب " قطع العلاقات نهائيا " أو تأثرها بهذا الإجراء فيصبح عند كل المنتمين بمن فيهم الإعلام والجماهير في محل عدم الثقة بعكس اللاعبين غير السعوديين الذين يتعاملون مع أنديتهم بما تعودوا عليه في مجتمعاتهم وبالطرق الرسمية البحتة بعيدا عن العواطف الإنسانية وهم في الغالب لا يدركون أننا شعب " عاطفي " نتعامل مع الأمور بما تمليه علينا المشاعر الجياشة ونكاد نضع العقل والفكر في خانة الهوامش. ولقد تأملت كثيرا الحالة العامة للساحة بعد رفض ثلاثي النصر البرازيلي المشاركة مع فريقهم في لقاء الديربي أمام الغريم التقليدي. – الهاءات كتبت قبل اللقاء لذا لن تتطرق لمخرجات نتيجة المباراة – وخروجهم من المعسكر الإعدادي وقبيل اللقاء بساعات قليلة مما قد ينعكس سلبا على عناصر الفريق وربما تنجح الإدارة النصراوية في استغلال الموقف وجعله بمثابة وقود تحد أمام اللاعبين المحليين وعنصر ضغط على المقابل وفي المقابل سنستعرض الحادثة بشيء من التروي فما قام به اللاعبون مرفوض – بالنسبة لي جملة وتفصيلا – وبالذات في مسألة التوقيت ولو أنهم طالبوا بمستحقاتهم قبل هذا التوقيت بمدة زمنية طويلة على اعتبار أن التأخر في المرتبات كان لأشهر طويلة لذا صنفت مطالباتهم بأسلوب " ليّ الذراع " وهذا مرفوض أيضا في ثقافتنا المجتمعية، وغالب الناس يرون الرضوخ لهذا الإجراء نوعاً من الضعف، وطبيعي بكيان كبير مثل النصر ألا يستجيب لها، لكن أيضا حريّ بصناع قرار النادي الأصفر ألا يجعل علاقته مع لاعبيه علاقة مادية صرفة، فالتأخر في الرواتب وصرفها بتعمد قبل الديربي يعطي اللاعبين مساحة من التعامل بمثل هذا الأسلوب ويستشعرون بأن الإدارة ترى بأن المحفز الأساس لهم للفوز في المباريات المهمة هو المال فقط، خصوصا أنها لم تضع الدوافع الأخرى في ميزان متساو مع المال كما يستوجب ذلك في علم الإدارة الحديث، مع العلم أن المباراة دورية ثمنها ثلاث نقاط فقط ومازال الصراع على اللقب طويلا وربما أن الحادثة في حال خسارة النصر لن تمر مرور الكرام وستحتاج لفترة هدوء وتعامل منطقي لاحتواء الأزمة، فمن غير المنطقي أن تستبدل الإدارة اللاعبين الثلاثة في فترة الانتقالات الشتوية لأنهم طالبوا بمستحقاتهم المالية حتى ولو أنهم غادروا المعسكر قبل لقاء الهلال. الهاء الرابعة يخذلونك أقرب الناس ويوفون البعاد والكسر لاجاء من أقراب محدن جابرة ويخذلك رفيقك وتقول له كبوة جواد وأنت عارف لاهي بكبوة ولا هي عابرة