“متصدر لا تكلمني”

نعم يستحق لأنصار النصر أن يحتفوا بفريقهم الذي نجح في تصدّر دوري "جميل " وكأنهم موعودون بهذا المسمى في الموسم الذي يظهر فيه الفريق بثوب جديد وبحلة قشيبة وحين نجحت الإدارة بتغيير جلد الفريق حيث استقطبت عددا كبيرا من الأسماء اللامعة في تاريخ الكرة السعودية من أمثال القائد حسين عبد الغني والأسطورة الاتحادية السابقة محمد نور وصانع الألعاب الماهر يحيى الشهري والجناح الطائر عبد الرحيم جيزاوي هذا عدا ثنائي الهجوم السامباوي وخلفهم ابن جلدتهم ويقود الكتيبة الداهية " كارينيو " فمن خلال ست جولات وضحت منهجية الفريق والتوازن الكبير الذي يلعب به فهو يتحرك ككتلة واحدة دفاعاً وهجوماً ويكفي للدلالة على ذلك رقمياً ولغة الأرقام لا تكذب ولا تتجمل استطاع الفوز في أربع والتعادل في مناسبتين خارج القواعد ونجح في تسجيل أحد عشر هدفا ولم يلج مرماه سوى هدف يتيم بعد رباعية قاسية في مارد الدمام. ما يعيب هذا التميز الفني داخل الملعب والمدعوم بلغة الرقم هو ما يحدث خارج الملعب والتي أكدت بدون جدال أنه " ظاهرة صوتية " تزعج الآذان وتسيء للنصر ككيان، فمشكلة النصراويين جميعا ومن يقف في صفهم أنهم يهربون من الواقع الحقيقي ويختبئون خلف الوهم فالنسق الثقافي الأصفر الذي يؤمن ويروج لفكر المؤامرة هو أحد أهم أسباب سقوط النصر خلال سنوات الضياع وهاهم يرون بأعينهم سقوط صنم هذا الفكر بواقع المنطق فالفريق حين تميّز داخل الملعب تصدّر وأصبح من المنافسين على البطولات ـ مازلنا في البداية لكنها قراءة حسب المعطيات حتى الآن ـ ولعلهم الآن يتجردون من كل شوائب الماضي ويفكرون بعيدا عن تأجير العقول وسياسة فكر القطيع ويسألون أنفسهم بأنفسهم دون انتظار إجابة من أحد أين اللجان المزعومة الواقعة تحت النفوذ الأزرق؟ ولماذا لم تعاقب رئيس ناديهم وهو مازال يواصل تجاوزاته الصارخة والواضحة؟ ثم هل استطاع الحكام المتهمون منكم طوال سنوات خلت من الوقوف ضد صدارة فريقكم؟ ولماذا مارستم كل هذه الحملة المنظمة منذ الأسبوع الثاني على فريق الهلال وفجأة دون مقدمات توقفت الحملة بمجرد أن وصلتم لما تريدون الوصول إليه؟ وهل ستمارسون نفس الممارسة السابقة لو استطاع الهلال العودة مجددا للصدارة؟ ثم أين كل ما روجتم له طوال السنوات الماضية عن تتويج الفتح بطلا في العام الماضي وهو الذي لا يحظى بمثل ما تحظون به من دعم جماهيري كبير وإعلامي أكبر وحتى في مسألة النفوذ يكفي أن تدركوا أن منجزكم الوحيد الذي تتغنون به جاء بفعل نفوذ اللجان وبترشيح القوة والسلطة. الهاء الرابعة المرجلة فعل لا ضاعت فعول اللسان يبان فرق الرجال ويظهر المستوى يا مدور المدح ما يمدح بخيل وجبان لا صار ماهو على ضدينهن ماقوى