2013-10-06 | 08:41 مقالات

“ ديربي ما دروبي “

مشاركة الخبر      

زارني زميل وصديق وكاتب رياضي مميز ليلة لقاء ديربي الغربية وبعد " منوعات نجدي فون " نظرا لتشعب الأحاديث في كثير من مناحي الحياة رست بنا سفينة الأحاديث على جودي الرياضة وفي الرياضة قل ما شئت فالكل يفهم في كل شيء ويقرر ويميز ويعتبر رأيه صوابا لا يحتمل الخطأ ورأي الآخرين خطأ لا يحتمل الصواب فغالبية الزملاء المشجعين ومعهم المشجعين غير الزملاء يفهمون أكثر من المدربين في التدريب وأكثر من الحكام في قوانين التحكيم بل وأكثر من الخبراء ولو أن الواحد منا يطرح رأيه بتجرد لكان الأمر أهون ولكنهم لا يعرضون الآراء بل يفرضونها حتى وإن طعنت في الذمم ونالت من الكرامات بل واشتملت على إدعاء علم لا يستطيع معرفته البشر وبعد أن خضنا في الأحاديث الكروية توقفنا عند نقطة مهمة تتمثل في انصراف غالبية متابعي كرة القدم السعودية ومبارياتها خصوصا التنافسية إلى الأمور الهامشية والابتعاد بشكل كبير عن صلب الكرة فهي أساسا وضعت للترويح عن النفس وللمحبة والتسامح لكننا لم نعد نلتفت لهذه القيم – لست أبريء نفسي ولا صديقي العزيز من هذه المثلبة فنحن من أهل الساحة ولا ندعي الكمال فنخطئ مثلما يخطيء الآخرون لكننا ربما نستطيع التراجع عن الخطأ حين يظهر الصواب – حينها قررت في نفسي متابعة الديربي فنيا ثم متابعة ردود الأفعال بعد ذلك ورغم أن اللقاء انتهى سلبيا بالتعادل ولم يفز أحد من العملاقين وعادة تظهر الأفعال المتشنجة بعد الهزائم حتى ولو كان الفريق الخاسر قد قدم مباراة كبيرة وخسر بخطأ بسيط فإن الغالبية لن يذكروا له الجد والاجتهاد بل سيرجمونه بالمنجنيق الساخن المنبعث من الأفواه التي لم تتعود على جميل الألفاظ ومهذبها أقول رغم نهاية اللقاء بالتعادل إلا أن ردود الأفعال كانت " سلبية " بدرجة عالية فبعض الزملاء – هداهم الله – اتهموا الحكم في نزاهته وشككوا في أمانته ونالوا من كرامته ومعهم للأسف سار ركب المشجعين المحتقن مؤكدين لي على الأقل أن الاحتقان " طبع " في النفس البشرية وعلاجه يبدأ من الشخص نفسه فإن اقتنع بذلك فعليه البحث عن طريقة تجتث هذه الآفة منه قبل أن تجتثه فإن كان يتلف أعصابه وينهك جسده من أجل شيء للمتعة فكيف سيفعل إن كان الأمر المحتقن لأجله من ضروريات الحياة وقتها سيجد جسده ضعيفا عن مقاومة الصعاب وفريسة سهلة للأمراض ومسبباتها ونحن نقرأ كل يوم عن وفيات بسبب سكتة قلبية أو جلطة متنوعة الأماكن والمصادر – أعاذنا الله وإياكم وأحبتنا جميعا من هذه المهلكات – وقد غفل الغالبية عن اللمحات الجميلة في المباراة خصوصا في شوطها الأول من الجانبين وخصوصا من الأهلي الذي كان قاب قوسين أو ادنى من الوصول لشباك الاتحاد لولا براعة الحارس المميز فواز القرني في المقابل كان معيوف الهلال للراقي مبدعا أيضا خصوصا في تصديه لضربة الجزاء وفي غيرها وكان اللقاء في الإجمال رائعا على مستوى التنافس الأخلاقي وحفل بروح رياضية مميزة لكن أغلب المتابعين اختزل الديربي في لقطة الجزائية التي لم تكن صحيحة ولم تستغل فهل من العدل التركيز على لقطة عمرها الزمني ثوان معدودة وتجاهل بقية الأحداث التي استمرت قرابة الساعتين الهاء الرابعة القبول الذرب والعقل الرزين نعمةٍ تبغالها حمد وشكر عِش بدون عيون وبليّا يدين ولا تعيش بلا طموح ولا فكر