“خمسة ضيّعت الرمسة”
سبق وأن حذرت الاتحاديين من مغبة اتباع النسق الثقافي الأصفر القائم على تبرير الإخفاق بمبررات واهية تذر الرماد في العيون وتعميها عن مشاهدة مواقع الخلل فيصعب بالتالي الوصول للعلاج وتتم عملية التبرير تدريجية حتى تقع في المحظور العقول التي جبلت وصنعت على فكر المؤامرة فيخسر الاتحاد ويسقط كما سقط النصر قبله في نهاية الموسم الماضي خسر الهلال أمام الاتحاد في كأس الأبطال بعد أخطاء من حكم اللقاء خليل جلال – الأخطاء جزء من اللعبة ولا توجد مباراة واحدة تخلو منها – ومع ذلك تقبلت الإدارة الهلالية الخسارة ولم تحاول إثارة الفتنة والهروب من مواجهة الحقيقة ولم تلتفت حتى لتصريح رئيس الاتحاد محمد الفايز المنتشي بفوز فريقه حين وصف الهلاليين بـ " الصغار " حتى أن بعض جماهير الهلال اعتبرت موقف إدارة فريقها موقفا سلبيا وطالبت بأن تسير وفق هذه الظاهرة فنحن في ساحة إذا لم ترفع فيها الصوت وتهاجم الآخرين فإنها ستعتبرك ضعيفا وسيتطاول عليك الأقزام وبالأمس تصدر إدارة الاتحاد بيانا " كئيبا " تكيل فيه الاتهامات يمنة ويسرة وبمنطق كأنه صادر من مدرج منطق ففيه اتهامات صريحة ومباشرة بل إنها وصفت أحدهم بمسيء الأدب وتركت الأمر معلقا مع إشارة البوصلة تجاه اتحاد القدم ولجانه المختلفة بسبب أنها رغبت في مواصلة مسلسل الاستثناءات ولعلمهم فالساحة تحتفظ بذاكرة جيدة ولم يصبها " الزهايمر " ونحن نعرف مافعلوا في الصيف الماضي ففي مثل هذه الأيام من العام المنصرم تمت الموافقة على تسجيل لاعبي الاتحاد رغم الديون المتراكمة والمطالبات القانونية القائمة بقرار استثناء صدر من اتحاد القدم نفسه ولصالح نفس إدارة الاتحاد الحالية ومازلنا نذكر أيضا قضية شيك الفتح الذي قبلته لجنة الاحتراف آنذاك رغم مخالفته الصريحة للأنظمة فلا يقبل إلا بشيك مصدق وهي قبلت شيكا عاديا اتضح فيما بعد بأنه بدون رصيد لتشتكي إدارة الفتح وتذهب شكواها هبوب الرياح ولأن إدارة الفايز لم تمتلك الدليل القاطع على شيء توجهت نحو أخطاء الحكام فهي شماعة جاهزة يبرع فيها الضعيف قبل القوي والغبي قبل الذكي والسفيه قبل الحكيم بل إن التوجه جاء بطريقة عرجاء فذكرت ثلاثة أخطاء اعتبرتها مؤثرة في نتيجة اللقاء أول هذه الأخطاء عدم منح مهاجم الهلال بطاقة صفراء بعد احتكاكه بالحارس الاتحادي وعميت العين الصفراء عن مشاهدة المسك للمهاجم الأزرق من قبل المدافع الاتحادي في نفس اللقطة وإجمالا الخطأ المؤثر في نظر الإدارة الاتحادية الأول هو بطاقة صفراء لم تمنح وهنا يمكن القول ضعف الطالب والمطلوب والآن سنعرج على الخطأ الثاني الوارد في البيان " الكئيب " وهو عدم منح لاعب الهلال الكوري بطاقة صفراء ثانية وتجاهلت التطرق للبطاقة الأولى كيف حصل عليها لرده نطحة أسامة بنطحة أخرى ليكمل أسامة المسلسل ويسقط اللاعب أرضا بدفعة قوية ثم يشدّ الحكم بعنف وكلا الفعلين يستحقان بطاقة ثانية في نفس اللحظة ولو تمت لطرد أسامة من الشوط الأول والخطأ المؤثر الثالث كان في خطأ قام به لاعب هلالي في منتصف الملعب نتج عنه هدف الهلال الثالث مع أن لاعب الاتحاد هو من بادر بالخطأ أولا وياليت شعري ماذا ستسمي إدارة الفائز احتساب أهداف غير صحيحة أو إلغاء أهداف صحيحة أو تجاهل ضربات جزاء صحيحة واحتساب ضربات غير صحيحة إذا كانت اعتبرت عدم منح بطاقة صفراء خطأ مؤثرا وللمعلومية فقد اعتبر رئيس سابق للاتحاد أن عدم احتساب الحكم لضربة زاوية لفريقه سببا في رباعية زرقاء قبل سنوات خلت وبالتالي ربما تكون ثقافة متوارثة ولو كنت مسؤولا في اتحاد القدم لرددت على البيان الاتحادي بعبارة واحدة " تراها خمسة " الهاء الرابعة صبحتها عند المساء فقالت لي تهزأ بقدري أم تريد مزاحا فقلت لها إشراق وجهك غرني حتى توهمت المساء صباحا