(ضيقتوا صدر الدعيع)
السؤال الذي يفرض نفسه عليّ قبل الآخرين ما الذي حدث ليخرج عملاق الحراسة الآسيوية وأحد أساطير الكرة السعودية محمد الدعيع عن طوره وينتقد بشدّة عناصر المنتخب وكل أجهزته رغم أن خسارة المنتخب في بطولة ودية تعني أن هناك أخطاء ويجب العمل بحرص على تلافيها والاستفادة من اللقاءات التجريبية قبل المواجهات الرسمية الحاسمة ومازالت الفرصة سانحة للتعديل والتطوير خصوصا أن اللاعبين في طور الإعداد حتى مع أنديتهم ولم يشارك أكثرهم مشاركة سوى في لقاءين رسميين. ليأتي الجواب المنطقي أن أغلبنا شعر بمثل ما شعر به " أبو عبد العزيز" وكانت الحرقة بالغة مداها خصوصا وأننا لم نشاهد منتخباً حقيقياً يمارس كرة القدم على أصولها أو على الأقل بنفس ما نعرف عن قدرات اللاعبين وعما قدموه في آخر مباراتين في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا حين ظفروا بالنقاط الست بعد عبور سور الصين وبدلوه من عظيم إلى " حطيم " وبعد تجاوز المنتخب الإندونيسي في عقر داره بل ظهر مجموعة من الأفراد يرتدون شعار المنتخب فقط دون أن يفعلوا شيئا يقابل هذا الشعار، فالخطوط متباعدة والتمريرات مقطوعة والهجمات مفقودة ولكم أن تتخيلوا أنه وخلال مباراتي نيوزيلندا وترينداد لم يفلح أفراد الأخضر في تنفيذ هجمة منظمة واحدة بل لم يهددوا مرمى المنافسين والهدف الوحيد الذي سجلناه كان من كرة ثابتة لا تدل على عمل مهني إذا كانت بقية المنهجية والأدوار معطلة وغير قابلة للتنفيذ على أرض الميدان، ثم إنه ومع سوء العمل التدريبي والذي لم يظهر فيه سوى الثغرات الواضحة في كل أجزاء الملعب وليس في الخطوط الخلفية فقط ومنها نفذ وينفذ المنافسون إلى شباكنا بكل يسر وهدوء ولكم خير مثال على ذلك الهدف الثالث الذي سجله لاعب المنتخب " التريندادي " بعد أن انطلق من مسافة طويلة ومن عمق ملعبنا حتى واجه المرمى وسدد بارتياح دون أن يعترضه أحد ليقول له " قف " فهذه المنطقة محرم الدخول إليها إلا على أرواحنا. وإنني لأجزم أن صدورنا لن تضيق ولن نغضب ونعتب بعد الخسارة لو أن الأخضر بذل وقدم كل ما يستطيع ثم أتت إما لقوة منافس أو لسوء توفيق لكن ما أغضبنا هو حالة " التشتت " الكبيرة التي كان عليها بدءا من الجهاز الإداري ثم الفني ثم اللاعبين ففي أول لحظات الانكسار يخرج سلمان القريني ويقول للاعبين "ماقصرتم " ولعمري إن لم يكن الخسارتين الموجعتين دون مستوى قصور فأين القصور إذاً؟ وفي المؤتمر الصحفي يتحدث مدرب المنتخب ويستنكر حديث الأسطورة الدعيع ويؤكد أنه صاحب منهجية فنية ونحن لا نريدها على الورق أو يحتفظ بها في عقله بل نريد أن يدرب لاعبيه عليها ويطبقونها على المعشبات الخضراء، فإن لم نشاهدها فلن نقر بها ويبقى الأمل في تجاوز كل هذه الأخطاء عند مواجهة العراق الرسمية. الهاء الرابعة عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ