الأفكار الجديدة للرفض
العقول المنغلقة على ذاتها لا تقبل الجديد ولا تستطيع التعايش مع الواقع المتطوّر بسرعة فائقة تفوق سرعة الصوت ففي السابق كانت التغييرات التي تحدث في المجمتعات تحتاج لفترات زمنية حتى تحل محل القديمة بل وربما أن التغييرات نفسها استغرقت عقودا حتى تتطوّر أو يحدث عليها تغييرا ولكم في أجهزة الهواتف النقالة خير دليل فقبل عقدين من الزمن فقط كانت غير مدرجة في قائمة الممارسات اليومية في حياة كل شعوب الأرض حتى ولو من باب " الرفاهية المطلقة " التي كنا نظنها في بعض القصور فقط ومع ذلك أصبحت الأجهزة المستخدمة قبل سنوات قليلة فقط وقبل ظهور ما يسمى بالأجهزة الذكية يطلق عليها " من زمن الطيبين " ولكم في جوال " الكشاف أو الدمعة " خير مثال ولا نعلم إلى أين تسير بنا هذه العجلة السريعة والخاطفة من التطوّر خصوصا في الجانب التقني في انتظار أن تصبح كل استخداماتنا من ملابس وأغذية ومنازل ومركبات من الأنواع الذكية مثلا رغم هذا التطوّر والمتغيّرات إلا أن كثيرا من العقول ترفض ذلك حتى والزمن والمكان بكل من فيهما لا يعيران أي اهتمام لقبول القابل أو لرفض الرافض ومع ذلك تشعر العقول الرافضة بأهمية لاعتراضها ومازالت مقتنعة أن الرفض لأي تطوّر حديث كأنه إثبات وجود لها في فهم خاطئ لمفهوم نظرية الشكّ الديكارتي وهي نظرية تقول : " أنا أشك إذا أنا افكر . أنا افكر إذا أنا موجود " مازلت أذكر من شواهد الرفض في الساحة الرياضية تلك الأطروحات التهكمية بعد أن تقدمت شركة الاتصالات بعقد لرعاية الهلال بأربعين مليون ريال وتصويرهم للأمر بأنه محاولة تسويق ومن نوعية هذه المبررات الواهية والتي تقف دون عجلة التطور فالأندية سواء شئنا أو أبينا مقبلة على مرحلة التخصيص وستتحول إلى قطاعات خاصة وستخرج من عباءة الحكومة إلى فضاء الاستقلالية التجارية وإلا فإنها ستغلق أبوابها وتعلن عدم قدرة مسيريها من المواصلة فكرة القدم تحولت منذ سنوات لسوق تجاري وعلى الراغبين في ممارسة العمل في مجال كرة القدم إما أن يقتنع بهذا التحوّل أو البحث عن نشاط آخر يمارس فيه قناعاته بما يتلاءم معها وعلى أصحاب الرأي أن يدعموا هذه التوجهات والتغيّرات ويساعدوا صناع قرار الأندية على السير قدما لمواكبة العالم المتطوّر ولو بالتقليد والمحاكاة فالنادي الذي يرغب في فرض رسوم استثمارية على مرفقات النادي وتمارينه وتصاريح منسوبيه من أجهزة فنية أو لاعبين أو الذي يرغب في بيع مبارياته الودية وفرض تذاكر لحضورها حتى ولو كانت في ملعب النادي يجب أن يجد الدعم أولا من جماهيره قبل أي جهة أخرى سواء كانت رسمية أو إعلامية أما الوقوف ضد هذه التغيّرات فهذا يعني أننا نؤمن بشعارات لكننا نروغ عند أول منعطف للتطبيق مقابل تلك القناعات البالية التي أثبتت فشلها ومضرتها ومع ذلك نرفض رفع الضرر ونعتبر من يكسر أصنام تلك الأفكار والأفعال المضرة والبالية بالخارج عن القانون الهاء الرابعة كان الجفا جرح بيشيب الزمن ما شفيت ما طاب جرحي ولو مني يطيب الغـرام كان الجفا صح ما اخطيتي وانا ما خطيت ما هو بسلم العرب عيبه ولا هو حـرام كاني لقيت بعيون الليـل دمـع وبكيـت مصيري ألقى ورى حبك عيوني وانـام