2013-08-09 | 06:06 مقالات

( خطر ولائم العيد )

مشاركة الخبر      

تدخل الأندية السعودية ممثلة بأجهزتها الفنية معاناة مزعجة جرّاء إجازة العيد وأعني بذلك عيد الفطر تحديدا التي تمنح للاعبين رغم أنها يومين فقط وفي أقسى الظروف ثلاثة أيام وذلك لتغيّر سيكلوجية الجسم وكامل الظروف اليومية فمن شهر كامل يمتنع فيه اللاعبون عن تناول الطعام والشراب لأكثر من خمس عشرة ساعة مقابل النوم في النهار لفترات طويلة ومع محاولة وضع برنامج تدريبي - لياقي وفني - يتناسب مع هذه الظروف إلا وتأتي الإجازة ليختلط حابل البرنامج اليومي بنابله فاللاعبون جزء من المجتمع ويمارسون ما يمارسه من عادات سلوكية وغذائية وفي العيد تكثر المناسبات الخاصة بين الأسر والأقارب وحتى الأصدقاء والجيران وفي هذه المناسبات تأتي " مناسف المفاطيح " بما لذ وطاب من اللحوم والشحوم القادرة على تحويل فترة الإعداد الممتدة لأكثر من شهر حيث التمارين اللياقية القاسية إلى ما يشبه حلم الظمآن في رؤية السراب يظنه ماء وحين العودة يأتي اللاعبون وقد فقدوا جزءا كبيرا من لياقتهم البدنية وساعد في الوصول لهذه المرحلة برنامج " النوم " فمن العسير على من بقي شهرا كاملا يسهر ليلا وينام نهارا على أن يعيّر هذا النمط في يوم أو يومين وللمعلومة " السهر من أكثر الأشياء ضررا على صحة اللاعب ولياقته وهو من أكبر أعداء مدربي كرة القدم وأخصائي التغذية الصحية والتخصصات الرياضية " وللأسف الشديد أن لاعبينا يتساهلون مع السهر لدرجة أن بعضهم لا ينام في الليل إلا نادرا وحين تكون هناك معسكرات ولو استشعروا خطورته ومدى تأثيره على صحتهم ولياقتهم لما فارقوا فرشهم بعد أن تقترب عقارب الساعة من الحادية عشرة ليلا ولاقترنوا بها اقتران العاشق الولهان بالحضور ومن خلال معرفتي ببعض ما يحدث في الأندية المحلية فإنني أعلم أن كثيرا من الأجهزة الفنية وبمعاونة الطواقم اللياقية والطبية يضعون جدولا يوميا لكل لاعب في فترة الأجهزة ويطلبون منه التقيّد به قدر المستطاع وهناك من اللاعبين من يتقيّد به نصيا ويقوده فكره الاحترافي إلى تطبيق النظام فيأتي بعد العودة نشيطا ويستمر نشاطه فتقل إصاباته العضلية وتبتعد عنه التمزقات بكل أنواعها وينهي الموسم كاملا بنفس القوة التي بدأ بها وهناك من يأتي وقد قصّر في التطبيق وتختلف درجات التقصير ونسبها بين شخص وآخر والمؤلم جدا أن غالبية فئة المقصرين من الموهوبين مهاريا ولو كان هناك توافقا فكريا مهاريا لأصبحت لدينا أسماء تضاهي النجوم العالمية من حيث القدرة على مواصلة التميّز ولاستطعنا القضاء على مزاجية اللاعبين ولقضينا أيضا على ظاهرة التباين في مستويات اللاعببين فمن النادر أن تجد لاعبا سعوديا محافظا على مستواه طوال الموسم ولو أردنا الحصر لوجدنا في كل فريق خصوصا من الأندية الكبيرة لاعبا أو لاعبين من كل فريق والبقية يحضر في مباراة نجما مؤثرا وفي أخرى عالة على الفريق الهاء الرابعة يا ليتنا فـ"العيد“ ننسى الخلافات ونعايد اللي نختلف معه فـ العيد فرصة نجدّد مع بعضنا العلاقات يا كم علاقـة وصل تحتاج تجديد