( ياكدّ مالك خلف)
ثمة قناعات في الساحة الرياضية لا أعلم صحتها من عدمها ويخشى كثير من الإعلاميين الشرفاء الاقتراب منها بل ويتحاشاها خوفا من التهمة الجاهزة " مطبل " وهي لفظة مطاطة تحمل خلفها تهما شنيعة تمس الأمانة والشرف هذه القناعات تتمثل في تحميل رؤساء الأندية مسؤولية إخفاق الفرق الكروية علما بأنهم يأتون في مرتبة متأخرة من حيث التأثير المباشر على النتائج بعد اللاعبين أولا ثم المدربين والذي أعرفه أن مهمة الإدارات " المحترفة " تقتصر على الدعم المادي ورسم الخطوط العريضة للمنهجية العامة لفريق كرة القدم بعيدا عن الدخول في الأمور الفنية فاختيار اللاعبين الجدد سواء محليين أو أجانب مسؤولية المدرب وجهازه المساعد وحتى التفاوض هم من يقومون به وربما يكون من خلال أطراف من طرفهم ولكن ربما لأن رؤساء الأندية المحلية ومن خلال ممارسة دور الإدارة المركزية ودخولهم في معترك الخيارات الفنية فبعضهم هو من يختار اللاعبين وهو من يفاوضهم وهو من يحاول فرضهم بطريقة أو بأخرى على الأجهزة الفنية ويعمدون إلى اختيار مدربين " حبيبين " يمكن الأخذ والعطاء معهم في طريقة اللعب وفي التشكيلة المختارة وفي نوعية اللاعبين المشاركين ربما " لبستهم " تهمة التدخلات فأصبحت مسألة تحميلهم مسئولية الإخفاق منطقية جدا ولكن يأتي السؤال ماذنب الرؤساء الذين يعملون بمهنية عالية وباحترافية كبيرة ويطبقون قاعدة " ماهو موجود في كتاب الاحتراف الإداري " فهم منذ نهاية الموسم الفارط ومع بداية فترة الاستعدادات نجحوا في تدعيم صفوف فرقهم بأسماء محلية مميزة وبلاعبين أجانب أصحاب مشوار كروي مميز وقد جاءت الاختيارات والتفاوض من الأجهزة الفنية في حين أن دورهم كان في توفير الميزانية المالية المناسبة وفي تذليل الصعوبات إن وجدت ومع مطلع الموسم وحين احتدام المناسبة اقتصرت أدوارهم على الإشراف العام والاقتراب مع الوضع العام للفريق دون تدخلات تخل بمنظومة العمل ومع ذلك قد يحضر الإخفاق بشكل واضح جلي ومباشرة ستعود ساحتنا لقناعاتها المطروحة في الأعلى وسيصبح هذا الرئيس مع طاقم إدارته سبب النكسة وستنقلب فترة الإعداد الزاهية بما فيها من تمجيد وإشادات إلى حرب شعواء وسيندم أشد الندم لكن سيندم على ماذا ؟ على أمواله التي صرفها من جيبه الخاص أو على جهده الذي ذهب هباء منثورا ؟ أم على وقته الذي رحل ولن يعود ؟ رغم أن مسببات الإخفاق قد تكون من اللاعبين أو من الأجهزة الفنية التي لم تستثمر الطاقات التي توفرت لها طبعا ستجنح بكم مخيلاتكم إلى أسماء معينة مع إن الهاءات تطرقت لشأن عام ولن أزيد لكنني سأقول أنهم في نهاية المطاف سيرددون " يا كدّ مالك خلف " الهاء الرابعة أشوف لك من وين مارحت ذكرى لا شفتها صديت عنها ودنقت ماكل جرح لا اخذ ايام يبرى بعض الجروح يزيد شره مع الوقت