زعيم يدرّب الزعماء
في الساحة الكروية السعودية نجاح المدرب أو فشله لا يرتبط غالبا بقدراته الذاتية، فكم من مدرب عملاق شهدت له الساحات العالمية والمنجزات العملاقة والسجل الشرفي المهول وبعد بضعة أسابيع لدينا نكرمه بوسام خانق ونلبسه وصفاً لو علمه بالنص لانتحر أو أصابته «جلطة « دماغية أو سكتة قلبية فنحن وبكل ثقة نطلق عليه «سبّاك» ثم نلغي عقده بعنجهية دون احترام لتاريخه أو شخصه وبصورة مغادرة على النقيض من «تمسكننا» معه حين المفاوضات وصالة القدوم التي اكتظت بالمستقبلين أصبحت فارغة حين تصبح صالة مغادرة، بل إننا اخترعنا طرقاً للتطفيش حيّرت العلماء والمفكرين فأحدهم قطعنا الكهرباء عن منزله، وآخر وقعنا المخاصلة على «كبوت» السيارة وتظل معضلتنا الأساسية في أن معيار الحكم لدينا خاطئ، فنحن نريد كل البطولات شريطة أن يفوز الفريق في كل المباريات ولا نرضى بالفوز بدون مستوى ونجعل أفكار المدربين رهينة لأقدام اللاعبين علما بأن لاعبينا غير محترفين والمدرب الصارم يسعون لتطفيشه ويفضلون المدرب المتسامح اللين في تدريباته المسائية فقط وكثير الإجازات، وقد نقيل المدرب المجتهد المثابر صاحب النظرة البعيدة والخطط المستقبلية لأن الفريق خسر مباريات معيّنة ونترك غيره ممن تجمّل معنا فتساهل مع اللاعبين ولا نكمل الموسم إلا وغالبية من حضر لم يبق منهم أحد. لذا فإن عوامل نجاح أي مدرب مرتبطة بمؤثرات خارجية أهمها تفاعل اللاعبين معه والحرص على تنفيذ خططه وتوجيهاته وحري بالزعيم الأسطورة «سامي الجابر» أن يسعى لفرض شخصيته على اللاعبين بالطريقة المثلى فلا يكن قاسياً فيكسر ولا ليناً فيعصر، ومسألة تدريب سامي للهلال أخذت أبعادا إعلامية وصدى واسعا في وسائل الإعلام المختلفة وفي مواقع التواصل الاجتماعي لدرجة أنها في بعض مراحلها سحبت البساط من بقية الأحداث حتى ولو كانت عامة وانقسمت فيها الآراء ما بين مؤيد ومعارض وما بين مؤكد للنجاح ونقيضه وما بين مستعرض لإيجابيات تولي سامي المهمة وإيجابياته شخصيا وما بين من يحضر السلبيات والعوامل التي لا تقف في صفه كنقص التجربة وضعف الخبرة وخلافهما ومن وجهة نظري الخاصة أرى تدريب سامي للهلال مغامرة خطرة وجريئة في نفس الوقت وأن نسبة نجاحه أو فشله متساوية خمسين في المئة لكل واحدة منهما ومن يزد النسبة لأي احتمال إما محب أو كاره ومن يتصف بهاتين الصفتين صاحب هوى وصاحب الهوى عادة لا يأتي حكمه صائبا وتغيب عنده المنطقية والفيصل بين الاحتمالين هو العمل الذي سيقدمه « الأسطورة السعودية الشاملة « وهو يحتاج للثقة الكاملة من الإدارة واللاعبين والجماهير على أن تستمر الثقة حتى نهاية الموسم الأول فيتم الحكم المنطقي حينها بين الاستمرار أو الاستغناء عن خدماته. الهاء الرابعة سامي حقيقة سحرها فوق الخيال تحمل طموح أبطال وجنون أذكيا ياجابر العثرات ياذيب الهلال نظرة محبينك على كأس آسيا