( نور .. الخاسر الأكبر )
بغض النظر عن نتيجة لقاء الكبار مساء البارحة الذي جمع الاتحاد بالشباب أو العكس بين طرفي الصراع الكروي وبالنسبة لي كلاهما يستحق البطولة وما يحدث من استثمار للفرص في المباراة هو الفيصل في ذهاب الكأس الغالية لجدة أو البقاء في الرياض وعلى المتضرر اللجوء للتصحيح لكن شريطة ألا تؤثر الخسارة كردة فعل هوجاء تصاحب أغلب مباريات فرقنا المحلية فالفريق قبل المباراة بطل وعقبها يتحوّل إلى شيء آخر والمعيار العاطفي الذي نقيس به الأمور يجنح بنا كثيرا بغض النظر عن هذه الأشياء فقد عادت بي الذاكرة واللقطات المسجلة التي تحكي تاريخ الفريقين قبل النزال لقائد النمور والأسطورة الاتحادية السابقة محمد نور والذي كان قبل أيام قليلة يسجل التاريخ اسمه في خانة اللاعب الأبرز في تاريخ عميد الأندية السعودية ومع ذلك ارتكب مع إدارة الفايز « فعلا أرعنا « سيبقى تأثيره وصداه لسنوات طويلة فالإدارة التي رغبت ودرست عملية تجديد دماء الفريق بلاعبين صغار في العمر كبار في الموهبة ورغم صحة قراراتهم لكنهم لم يحسنوا توقيت القرار وتنفيذه لكن « نور « الذي أعطي إجازة لنهاية العام على أن يبدأ مع الفريق في فترة الإعداد مع مطلع الموسم الجديد - هناك من اعتبر الإجازة تمهيدا لتنسيقه على اعتبار أن العملية كلها مرتب لها بعناية وتهدف لإبعاد اللاعب عن صفوف الفريق معتبرين تواجده حجر عثرة في خطوات التصحيح فهو في الميدان لا يقدم الإضافة الفنية وخارجه يمارس حربا معلنة ضد كل من يخالفه التوجه سواء كان مدربا أو إداريا أو لاعبا - وللأسف الشديد كابر نور وسار خلف هذا التوّجه وبدلا من اختيار أمرين لا ثالث لهما أما إعلان الاعتزال وكتابة نهاية جميلة كلاعب أسطوري في صفوف العميد أو الانتقال لناد خليجي يكمل معه موسما أو موسمين ليستفيد ماديا وينهي ماتبقى لديه من قدرة على العطاء في حال بقي شيء أصرّ على ارتكاب أكبر خطأ في حياته الرياضية بالانتقال لفريق محلي فلم يلعب معه سوى مباراتين خسرهما بالثلاثة في مقابل أن الصغار الذي حلّوا محلّه قدموا الإبداع والتميّز وأعادوا للفريق توهجه وتألقه ووصلوا لنهائي البطولة وسط إعجاب وتصفيق غالبية المتابعين في المقابل شعرت بالأسى على حال نور مساء البارحة فلا نعلم هل يتمنى فوز الاتحاد تماشيا مع قلبه العاشق الكبير أو يتمنى خسارته حتى لا ترسخ صحة قرار الإدارة ثم لوضعه النفسي وهو يشاهد الرفاق يذهبون لدرة الملاعب منافسين على الألقاب كما كان يفعل سابقا كقائد مغوار وقد يكون لحظتها يعضّ أصابع الندم على قرار اتخذه دون دراسة كاملة فقد استجاب لمشورة هوجاء وسعى للثأر لنفسه دون حسبان لاحتمالات أخرى مهمة وكان من الأفضل أن يكون ليلة البارحة مع الفريق للدعم المعنوي قبل اللقاء ولاستلام الكأس بعده كهدية من رفاقه لكنه كان حينها « الخاسر الأكبر « الهاء الرابعة يا لؤلؤا يسبي العقول أنيقا ورشا بتعذيب القلوب رفيقا وإذا نظرت إلى محاسن وجهه أدركت وجهك في سناه غريقا